نتنياهو يواجه موجة غضب عارمة بسبب تعامله مع الحرب في غزة
لا تزال موجة غضب تتصاعد على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أعقاب مقتل الأسرى الإسرائيليين الستة الذين عُثر على جثثهم خلال عطلة نهاية الأسبوع في نفق في غزة يتصاعد مع استمرار إراقة الدماء في الأراضي الفلسطينية.
وتجلى الغضب على نتنياهو منذ فترة طويلة في الليلة الثالثة على التوالي من الاحتجاجات الجماعية، حيث طالب عشرات الآلاف من الإسرائيليين اليائسين بشكل متزايد نتنياهو بالموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لإعادة 101 أسير متبقٍ إلى ديارهم.
ويُعتقد أن حوالي 75 من الأسرى الإسرائيليين ما زالوا على قيد الحياة بحسب ما أبرز شبكة (سي بي إس نيوز) الأمريكية.
وقال المتظاهر الإسرائيلي يائير كاتز عن نتنياهو: “هذا الرجل كاذب، كاذب قهري. إنه محتال وكاذب ومجرم”.
وعلى غرار العديد من الإسرائيليين، يعتقد كاتز أن نتنياهو يضع حظه السياسي ــ الذي يتوقف على بقاء ائتلافه الحاكم الهش مع الأحزاب اليمينية المتطرفة التي ترفض وقف إطلاق النار في غزةــ فوق مصير الأسرى.
وتعهد المتظاهرون بمواصلة التظاهر حتى يوافق نتنياهو على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لكن حتى الآن ظل رئيس الوزراء متحديا بعناد.
ورفض نتنياهو قبول أي اتفاق ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا، وهو شريط ضيق من الأرض على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.
وتصر مصر وحركة حماس على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الممر، وتقول حماس إنها وافقت على اقتراح سابق لوقف إطلاق النار، بدعم من الرئيس بايدن، والذي تضمن هذا البند، لكن نتنياهو غير شروطه بعد ذلك.
ولم يتضح بعد مدى المرونة التي قد تكون حكومة نتنياهو على استعداد لإظهارها بشأن هذه المسألة في المفاوضات الجارية، مع ورود تقارير متضاربة تشير إلى أنه يمكن إدراجها كجزء من المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، لكن آخرين قالوا إن رئيس الوزراء غير مستعد للتراجع.
وفي إشارة إلى حدة الخلافات الداخلية، صرح وزير الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس بأن ممر فيلادلفيا لا يشكل “تهديدًا وجوديًا” للبلاد ولا ينبغي أن يقف في طريق صفقة إطلاق سراح الأسرى”.
وغانتس منتقد صريح لنتنياهو، لكن لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يبدو فيها وجود خلاف بين كبار الشخصيات العسكرية الإسرائيلية – السابقة والحالية – ورئيس الوزراء.
وما بدا واضحا يوم الأربعاء هو أن الحرب لن تنتهي ما لم يغير نتنياهو رأيه.
استمرار جرائم القتل
بينما تسارع الأمم المتحدة إلى تطعيم مئات الآلاف من الأطفال ضد تفشي شلل الأطفال في غزة ــ وهي حملة تطعيم طارئة ــ واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف عدة مناطق في الأراضي الفلسطينية المدمرة.
ومن بين الأماكن التي تعرضت للقصف في الأيام الأخيرة المنطقة الوسطى حول مدينتي دير البلح ومدينة غزة.
ففي مدينة غزة قُتلت الطفلة تالا أبو عجوان البالغة من العمر تسع سنوات بشظايا من غارة جوية إسرائيلية.
وكانت تالا لا تزال ترتدي حذائها الوردي عندما تم إعلان استشهادها في مستشفى المعمدان الأهلي في مدينة غزة.
ونشرت عائلتها صورا لحياتها قبل الحرب، تظهر فيها طفلة صغيرة سعيدة انتهت حياتها فجأة بينما كانت تلعب مع أصدقائها.
وقال مسعفون محليون إنها كانت من بين تسعة أشخاص قتلوا عندما سقطت صواريخ إسرائيلية على مبنى سكني بجوار حديقة في مدينة غزة.
وأصيبت والدة عجوان بالحزن الشديد، وانضمت إلى عائلات ما يقرب من 41 ألف فلسطيني استشهدوا منذ بدء الحرب.
ومع كل هذا المعاناة، وبعد ما يقرب من 11 شهرًا من الإجرام الإسرائيلي الوحشي، قالت إدارة بايدن إنها تعمل الآن على تطوير اقتراح جديد لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في محاولة لإنهاء الحرب.