واجهت شركة “ميتا”، المالكة لمنصات فيسبوك وإنستغرام، موجة من الانتقادات بعد تقرير كشف عن استضافة إعلانات مدفوعة الأجر لجمع التبرعات لصالح الجيش الإسرائيلي والمشرعين المتطرفين، في الوقت الذي تعرضت فيه المنصات لاتهامات بفرض قيود مشددة على المحتوى الفلسطيني.
والتقرير يسلط الضوء على استغلال هذه المنصات للترويج لخطاب الكراهية وجمع الأموال لدعم عمليات عسكرية تصفها منظمات حقوقية بجرائم حرب.
دعم الجيش الإسرائيلي
وبحسب تقرير صادر عن منظمة “إيكو” الأمريكية، تم رصد 98 إعلانًا على فيسبوك تستهدف الولايات المتحدة وأوروبا لجمع تبرعات لشراء معدات عسكرية متقدمة للجيش الإسرائيلي.
وشملت هذه المعدات طائرات بدون طيار، مناظير للرؤية الليلية، دروعًا، وخوذات تستخدمها كتائب الجيش المتهمة بارتكاب جرائم حرب في غزة ولبنان.
وذكرت “إيكو” أن الإعلانات تضمنت مشاهد لجندي يُدعى “كوبي”، من لواء الكوماندوز 551، يناشد توفير نظارات للرؤية الليلية أمام مسجد مدمّر، وهو اللواء الذي وثق تقرير سابق لـ”بيلينغ كات” تورطه في عمليات هدم واسعة النطاق لمنازل وأحياء كاملة في غزة.
وأشارت المنظمة إلى أن مثل هذه الإعلانات قد تنتهك القوانين الأمريكية والأوروبية التي تحكم نشاطات المنظمات غير الربحية.
وحذرت من توجيه الأموال التي يتم جمعها لأغراض عسكرية، مما يجعلها مخالفة للوائح الجمعيات الخيرية.
وصرّح الناشط معن حماد، من منظمة “إيكو”، أن “ميتا” باتت منصة لتضخيم دعايات اليمين الإسرائيلي المتطرف، مؤكدًا أن دعمها لهذه الإعلانات يُظهر تجاهلها الصارخ لحقوق الإنسان لصالح الأرباح.
ترويج لخطاب الكراهية
وكشف تقرير “إيكو” أيضًا عن إعلانات أخرى باللغة العبرية، دفعت تكاليفها شخصيات سياسية إسرائيلية بارزة، استهدفت المستخدمين داخل إسرائيل ووصفت الفلسطينيين بعبارات مثل “متوحشون” و”متعطشون للدماء”.
ومن بين هذه الشخصيات وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش، الذي أعلن في أحد إعلاناته أن “مهمته في الحياة هي ضمان عدم قيام دولة فلسطينية أبدًا”.
ميتا في مواجهة التحقيقات
ورداً على هذه الاتهامات، قالت “ميتا” إنها تحقق في الإعلانات التي أُشير إليها في تقرير “إيكو”.
وذكر متحدث باسم الشركة: “نحن لا نسمح بخطاب الكراهية على منصاتنا ولدينا معايير مجتمعية تنطبق على كل المحتوى، بما في ذلك الإعلانات، كما لا نسمح بالإعلانات التي تروج للأسلحة.”
تضييق على المحتوى الفلسطيني
وكشف تقرير آخر من “بي بي سي” أن منصات “ميتا” فرضت قيودًا على وسائل الإعلام الفلسطينية بعد بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
وأظهرت البيانات انخفاضًا حادًا في تفاعل الجمهور مع المحتوى الفلسطيني، وسط تقارير تفيد بأن إنستغرام شدّد من تعديل تعليقات المستخدمين الفلسطينيين.
ورغم نفي “ميتا” لهذه الاتهامات، ووصفها بأنها “كاذبة”، إلا أن الوثائق المسربة التي حصلت عليها “بي بي سي” أشارت إلى عكس ذلك، مما يثير المزيد من التساؤلات حول حيادية الشركة.