هل تنجح الخطة العربية لإعادة إعمار غزة رغم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية؟

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء الماضي، رفضهما للخطة التي تبنتها القمة العربية في القاهرة بشأن إعادة إعمار وتنمية قطاع غزة.
واعتبرت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل أن الخطة لم تعالج واقع غزة، في حين أن الخطة العربية، والتي تقدر تكلفتها بـ53 مليار دولار أمريكي، تواجه معارضة شديدة من تل أبيب وواشنطن.
تحليل الرفض الإسرائيلي والأمريكي للخطة
وقال المحلل السياسي الأردني، منذر الحوارات، إن الرفض من إسرائيل كان متوقعًا لأن الاحتلال هو المسؤول عن دمار القطاع منذ أكثر من عام، وقد كان يهدف من وراء ذلك تنفيذ خطة التهجير.
وأكد الحوارات أن الخطة العربية هذه المرة مدعومة من المنظومة العربية ومنظمات إسلامية، ما يمنحها قوة إضافية مقارنة بخطط سابقة.
ومن جانبها، رأت أريج جبر، أستاذة العلوم السياسية في الشأن الفلسطيني، أن رفض الولايات المتحدة للخطة هو رد مباشر على محاولات الولايات المتحدة وإسرائيل لاحتلال غزة وإبعاد السكان الأصليين.
وأضافت أن الخطة شكلت “عودة للاحتضان العربي للقضية الفلسطينية”.
الضغط العربي على الولايات المتحدة
وأكد منذر الحوارات أن الدول العربية تمتلك أوراق ضغط قوية على الولايات المتحدة لقبول الخطة، مثل التلويح بالفوضى في المنطقة، ما يمكن أن يضر بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن فقدان الأمل في تطبيق خطة الإعمار سيكون بمثابة إعلان تهجير لسكان غزة.
كما أشار إلى أن الرفض الإسرائيلي قد يكون في إطار المساومة حول شروط الخطة، خاصة في ظل وجود حركة حماس في غزة، التي ترفضها بعض الدول العربية مثل مصر و الأردن.
أدوات الضغط العربية لتحقيق أهداف الخطة
وأوضحت أريج جبر أن العالم العربي يمتلك أوراق ضغط اقتصادية، مثل تجميد اتفاقيات السلام مع إسرائيل، مثل اتفاقيتي وادي عربة و كامب ديفيد، بالإضافة إلى إلغاء اتفاقيات التطبيع التي أبرمتها دول عربية مؤخراً مثل الإمارات و السعودية.
ويمكن للدول العربية أيضًا وقف الواردات النفطية من الخليج، فضلاً عن توجيه المساعدات لدعم إعادة الإعمار في غزة، وهو ما يعتبر أداة ضغط قوية.
وأكدت أريج جبر ضرورة ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي في المحاكم الدولية، وضرورة اتخاذ موقف عربي شامل في هذا السياق لدفع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار لوقف الحرب وانسحاب الاحتلال من غزة.
الخطة المصرية
إضافة إلى الضغوط السياسية والاقتصادية، تعتبر مصر من أكبر المؤيدين لخطة الإعمار، وهي قد تساهم بشكل رئيسي في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار من خلال فتح معبر رفح لتسهيل دخول الإعانات.
ورغم الدعم العربي والإسلامي الواسع، تواجه الخطة تحديات كبيرة بسبب الرفض الأمريكي والإسرائيلي، وتواجد حركة حماس في غزة، التي ترفضها بعض الدول العربية.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه خطة إعادة إعمار غزة، فإن الدول العربية تمتلك أوراق ضغط قوية يمكن أن تسهم في تسريع تنفيذ الخطة أو في فرض شروط جديدة على المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل.