
في الوقت الذي تُحرق فيه أجساد أطفال غزة تحت نيران القنابل، كان مستوطنون يحتفلون بحرية ووقاحة داخل أحد مجمعات دبي التجارية.
مشهد لا يمكن لعقلٍ حر أن يتقبله، مستوطنون إسرائيليون يقيمون طقوس “عيد الفصح العبري” على أرض عربية، بينما لا تزال دماء الفلسطينيين تسيل في شوارع غزة المحاصرة منذ أكثر من 558 يوماً من حرب الإبادة. في لحظةٍ كان يفترض أن توحد الأمة ضد الجريمة، اختارت بعض الأنظمة أن تفتح أبوابها لجلادي الأطفال.
دول عربية تستضيف مستوطنين
وفي السياق ذاته، كشفت تقارير إعلامية عن استقبال مصر والمغرب لآلاف السياح الإسرائيليين خلال عطلة عيد الفصح، رغم استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن “أكثر من 40 ألف إسرائيلي” قضوا عطلتهم في مصر، خاصة في منتجعات سيناء، كما شهدت المغرب حركة نشطة للوافدين من “إسرائيل” إلى عدد من المدن السياحية.
هذه الرحلات لم تمر مرور الكرام، إذ أثارت موجة غضب شعبي واسع، خصوصاً مع استمرار الاحتلال في ارتكاب مجازر جماعية بحق الشعب الفلسطيني.
المشهد التطبيعي الفج
ولاقى مشهد طقوس المستوطنين في دبي، والاحتفاء الرسمي الإسرائيلي بالسياحة إلى مصر والمغرب، صدمة لدى قطاعات شعبية عربية، التي رأت فيها استخفافًا بدماء الفلسطينيين، ومحاولةً لتطبيع الاحتلال عبر واجهات ثقافية وسياحية.
وندّد نشطاء على مواقع التواصل بما وصفوه بـ”المشهد التطبيعي الفج”، معتبرين أن إقامة هذه الطقوس ليست حدثاً عابراً، بل استعراضاً سياسياً استفزازياً يحمل رسائل دعم لكيان يواصل ارتكاب المجازر في غزة.
وأكدوا أن ظهور المستوطنين بهذه الطريقة في قلب العواصم العربية يشكّل طعنة في خاصرة الشعوب التي ما زالت تنزف من هول ما يجري في القطاع المحاصر.
ورغم أن الشارع العربي في غالبيته يعبر يومياً عن تضامنه العميق مع الفلسطينيين، ويخرج في مظاهرات داعمة لغزة، إلا أن المشهد الرسمي في بعض الدول يتجه في الاتجاه المعاكس تماماً.
فبينما تفرض قيود على مظاهرات داعمة لغزة، تُفتح أبواب المطارات والفنادق أمام المستوطنين الإسرائيليين.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي غير محدود، ارتكاب جريمة إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر حتى الآن عن سقوط أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولاً تحت الركام أو في أماكن مجهولة.