السلطة الفلسطينية تختار “الحاكم” ولا تتحرك لإنقاذ غزة من الدمار

بينما يواصل قطاع غزة مواجهة أزمة إنسانية حادة وسط الحرب المستمرة، تركز السلطة الفلسطينية كل جهودها على مهاجمة رجل الأعمال الفلسطيني سمير حليلة، في حين يغيب صوتها تمامًا عن الوقوف إلى جانب المدنيين أو الضغط لوقف النزيف اليومي.
السلطة الفلسطينية تنظر لغزة كمكسب سياسي فقط، ولا يُسمع صوتها إلا عند الحديث عن حكم القطاع أو من سيدير الإدارة القادمة.
مجدلاني يهاجم حليلة
وأصدر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد مجدلاني، تحذيرات شديدة اللهجة ضد حليلة، قائلاً: “أدعو السيد سمير حليلة إلى عدم التورط وألا يضع نفسه في صف ياسر أبو شباب ومن يقف خلفه، ممن تصنعهم إسرائيل”.
وأضاف مجدلاني: “سيخضع حليلة للمساءلة القانونية، وعليه أن يتوقف عن الادعاءات الكاذبة حول تفويضه من قيادة السلطة الفلسطينية للتواصل مع الإدارة الأمريكية”.
وتابع مجدلاني بطريقة ساخرة: “الأمريكان يضحكون عليه، ونحن ننصحه بعدم حرق نفسه”.
السلطة تتجاهل غزة نفسها
بينما تتصاعد المعاناة الإنسانية ويعيش المدنيون تحت الحصار والدمار والقصف المستمر، تركز السلطة الفلسطينية على الجدل حول سمير حليلة والتحذيرات القانونية، متجاهلة الأزمة الحقيقية في غزة. يظهر جليًا أن القطاع بالنسبة لها مجرد أداة سياسية، لا حياة لأطفاله ونساءه وشيخه.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن محاولات لإدخال حليلة إلى غزة كرجل مقبول لدى إسرائيل والولايات المتحدة، في خطوة أثارت جدلًا سياسيًا حول إدارة القطاع، لكنها لا تمنح أي حل للأزمة الإنسانية.
والسلطة الفلسطينية تثبت مرة أخرى أنها تختار معاركها بعناية سياسية، وتظهر فقط عند الحديث عن من سيدير غزة، بينما الشعب الفلسطيني يدفع ثمن غيابها عن حماية المدنيين وسط الحرب المستمرة. غزة اليوم ليست أولوية، والحراك الرسمي يقتصر على التصريحات والتحذيرات، لا على إنقاذ الأرواح.