من الانتداب إلى اليوم.. لماذا تصر السلطة على “تجربة المجرب”؟

قال الكاتب السياسي نبهان خريشة إن السلطة الفلسطينية تعيد تجربة المجرب عبر الرهان مجددًا على وعود سياسية مشروطة لم تثبت نجاحها تاريخيًا، محذرًا من أن هذه المقاربة سبق أن قادت إلى مزيد من الخسائر الوطنية.
وأوضح خريشة في مقال أن التجربة الفلسطينية مليئة بالوعود التي لم تنفذ بدءًا من وعود وقف الهجرة اليهودية خلال فترة الانتداب، مرورًا بوعود إقامة الدولة بعد قرار التقسيم، ثم ما بعد اتفاق أوسلو و”خارطة الطريق”، وكلها انتهت إلى واقع أكثر قسوة من الاستيطان والتفتيت.
واعتبر أن الرهان الحالي على وعود جديدة، مقابل تقديم تنازلات تمس جوهر الرواية الوطنية، يجسد المثل الشعبي القائل: “اللي بجرب المجرّب عقله مخرّب»، في إشارة إلى تكرار نهج ثبت فشله سابقًا.
كما حذر من أن قرار وقف مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء يحمل دلالات سياسية ووطنية خطيرة، إذ يعيد تعريف مفهوم النضال ومن يملك شرعيته ومن يدفع ثمنه.
وبين خريشة أن شعور الأسرى المحررين، وعائلات من لا يزالون في السجون، وأمهات الشهداء، بأن تضحياتهم باتت عبئًا سياسيًا، من شأنه أن يُحدث شرخًا وطنيًا عميقًا، لا يمكن احتواؤه بالمعالجات المالية.
وختم بالقول إن الضغوط والابتزاز المالي الذي تتعرض له السلطة لا يبرر، برأيه، التخلي عن الركائز الأخلاقية والإنسانية للمشروع الوطني، مؤكدًا أن أي دولة تبنى على المساس بكرامة الأسرى والشهداء ستبقى “منقوصة الروح والشرعية”، مهما حظيت باعترافات رسمية.





