معالجات اخبارية

عباس يمضي على نهج أفيخاي.. دعوة لتسليم سلاح المقاومة

أثار موقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأخير غضب الشارع والفصائل المقاومة، بعد دعوته لتسليم سلاح المقاومة، في خطوة يراها مراقبون محاكاة صريحة لنهج أفيخاي أدرعي الذي يتبعه الاحتلال الإسرائيلي.

وتأتي هذه الدعوة في وقت يواصل فيه الاحتلال عدوانه الوحشي على غزة ويعزز الاستيطان في الضفة الغربية، ما يجعل موقف عباس يضعف الدفاع عن المدنيين ويمكّن الاحتلال من ترسيخ سيطرته وفرض واقع جديد على الأرض.

عباس وسلاح المقاومة

وأكد محمود عباس خلال لقائه نائب وزير الخارجية الياباني ماتسوموتو هيساشي في رام الله أن جميع الفصائل الفلسطينية مطالَبة بتسليم أسلحتها إلى السلطة، ضمن خطة لبناء دولة فلسطينية تقوم على “نظام واحد وقانون واحد وسلاح شرعي واحد”.

وأوضح عباس أن الدولة المنشودة ستكون سلمية الطابع، بلا جيش مستقل، مع اشتراط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وتسريع عملية الإعمار، وتنظيم انتخابات عامة خلال عام واحد من تنفيذ الاتفاقات.

وشدد عباس على ضرورة وقف إطلاق النار فورًا وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، في خطوة أثارت التساؤل عن أولوياته الحقيقية بعد مطالبته بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين إلى جانب الفلسطينيين، في وقت يُفترض أن يكون التركيز على حماية المدنيين والمقاومة ومواجهة الاحتلال ومنع اعتداءات المستوطنين.

وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من تصريح وزيرة الشؤون الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية فارسين شاهين، التي أكدت في مقابلة صحفية أن “حماس لن يكون لها دور في الحكم في اليوم التالي للحرب على غزة”، داعية إلى تسليم سلاح المقاومة للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.

وردت حركة حماس ببيان شديد اللهجة، اعتبرت فيه أن هذه المواقف “لا تخدم الشعب الفلسطيني ولا مصالحه الوطنية”، مؤكدة أن سلاح المقاومة “استحقاق وطني” لن يتم التخلي عنه إلا بتحقيق كامل الحقوق الوطنية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

سلاح المقاومة خط أحمر

وأعربت الحركة عن استغرابها من صدور هذه المواقف في ظل استمرار “حرب الإبادة” في قطاع غزة، وتكثيف الاحتلال الإسرائيلي لمخططاته على الأرض في الضفة الغربية، ومن بينها خطة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي تهدف إلى عزل القدس وتقسيم الضفة ومصادرة الأراضي وتهجير السكان.

وأكدت حماس أن مستقبل غزة وفلسطين سيحدده الشعب الفلسطيني الموحّد، وليس الاحتلال أو أي إملاءات خارجية، داعية السلطة الفلسطينية إلى مراجعة مواقفها والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة المخططات الإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى