تضاعف مخيف بمعدلات الإجهاض بين النساء في غزة
مع اقتراب حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة من شهرها العاشر، يواجه المدنيون في القطاع الفلسطيني حالة من الفوضى والعنف المستمر.
ويزداد الصراع من أجل البقاء حدة بالنسبة للنساء الحوامل، ويشير الأطباء في غزة إلى ارتفاع معدلات الإجهاض، بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة، وسوء التغذية الحاد، وانعدام القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية.
وقالت ناهد أبو عيادة، مسؤولة برنامج الصحة في منظمة كير الدولية: “نشهد هذه الزيادة في حالات الإجهاض لأن الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هي الأكثر أهمية ولا تتمكن النساء من الوصول إلى المراكز الطبية. ومع نقص الخدمات الطبية، إذا حدثت أي مشكلة، فإنها تخرج عن سيطرة هؤلاء النساء وربما يفقدن الطفل”.
انعدام الرعاية الصحية
في يوليو/تموز، ندد تقرير لمنظمة الصحة العالمية “بالتفكيك المستمر للنظام الصحي، وتقليص توافر الخدمات الصحية، وتهديد الحق في الصحة لأكثر من 2.3 مليون شخص في قطاع غزة”.
كما يتأثر الوصول إلى الرعاية الصحية بإغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر.
ومنذ استيلاء الجيش الإسرائيلي على الجانب الغزي من المعبر الحدودي في مايو/أيار، أصبح العديد من الفلسطينيين المحتاجين إلى رعاية طبية خارجية عالقين في غزة.
ولا تتوفر أرقام رسمية عن حالات الإجهاض في غزة، وهي حقيقة عزاها أحد ممثلي الأمم المتحدة إلى حجم الدمار.
وقال المسئول الأممي إن التقارير غير الرسمية تشير من بعض المرافق الصحية والقصص التي يرويها الأطباء والقابلات إلى ارتفاع كبير في حالات الإجهاض.
وأضاف بعض الأطباء أفادوا بأن حوالي 10 نساء يتعرضن للإجهاض يوميًا في غزة، مقابل واحدة أو اثنتين كل يوم في العام الماضي.
الضغوط النفسية
في الشهر الماضي، قدرت جمعية تنظيم وحماية الأسرة الفلسطينية أن حالات الإجهاض ارتفعت بنسبة 300% على الأقل منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وقالت الجمعية إن إحدى العاملات اضطرت إلى الفرار من ستة مساكن مؤقتة في أعقاب القصف، وفي نهاية المطاف فقدت حملها نتيجة للتوتر.
وقالت أبو عيادة إن بعض النساء في غزة لم يعدن يحاولن حتى الوصول إلى الرعاية الطبية، وذلك بسبب التهديد المستمر الذي تتعرض له المراكز الصحية المتبقية في غزة.
وأوضحت: “تدرك هؤلاء النساء أنه حتى لو حصلن على وسيلة نقل إلى المركز الطبي، فسوف يتعين عليهن الانتظار في الشمس أو في العيادة نفسها، لذا يفضل الكثير منهن عدم المخاطرة وعدم الذهاب إلى الفحوصات الطبية”.
وأضاف أبو عيادة أن العديد من النساء اللواتي يطلبن العلاج الطبي بسبب الإجهاض يعانين من الألم الناجم عن عدم النظافة المناسبة.
وأشارت إلى أن العديد من حالات الإجهاض ترجع إلى الضغوط النفسية.
وقالت: “لقد عاشوا مع الهجمات هنا وهناك من حولهم لعدة أشهر، وصحتهن العقلية غير مستقرة، وفي بعض الأحيان لا يتلقين الدعم من أزواجهن وعائلاتهن”.
كما يعني الافتقار إلى الرعاية النفسية المناسبة في غزة أن النساء اللاتي فقدن حملهن لا يحصلن على الدعم.
وقد قدرت منظمة الصحة العالمية في يوليو/تموز أن 50 ألف امرأة في غزة حامل وأن 180 امرأة في غزة تلد كل يوم.
وأشارت المنظمة إلى أن “أكثر من 500 ألف امرأة في سن الإنجاب يفتقرن إلى القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية بما في ذلك الرعاية قبل الولادة وبعدها وتنظيم الأسرة وإدارة الأمراض المنقولة جنسيا”.
وحتى المرأة التي تستكمل حملها قد تعاني من سوء التغذية إلى الحد الذي يمنعها من إرضاع طفلها.
فقد أفادت وزارة الصحة في غزة في يونيو/حزيران أن 34 طفلاً على الأقل في غزة ماتوا بسبب سوء التغذية منذ بداية الحرب.
وبالنسبة للنساء اللاتي يفقدن حملهن، فإن التحديات قد لا تنتهي عند هذا الحد.
تقول أبو عيادة: “إن التعرض للإجهاض في هذه الظروف الصعبة للغاية سيؤثر على صحتهن وقد يساعد في إثارة المزيد من الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر ذلك على قدرتهن على إنجاب طفل آخر في المستقبل”.