ياسر أبو شباب: الإسرائيليون ليسوا أعداءنا ولهم حق العيش بأمن وسلام

قال العميل المجرم ياسر أبو شباب الذي يقود مليشيا مسلحة شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة إن “سلاحنا ليس مخصصًا ليُستخدم ضد إسرائيل”.
وزعم أبو شباب في حديث لموقع والا العبري أن “للإسرائيليين الحق في العيش بأمن وسلام”.
وادعى: “نحن لا نرى في الشعب الإسرائيلي عدوا لنا.. نحن لسنا تابعين للسلطة الفلسطينية”.
وبشأن حركة حماس قال أبو شباب: “لا نخاف من حماس، وأنصحهم ألا يفكروا في مهاجمتنا”.
ياسر أبو شباب ويكيبيديا
وتأتي هذه التصريحات بعد أيام فقط من إعلان المحكمة الثورية في غزة عن مهلة أخيرة لأبو شباب لتسليم نفسه، تمهيدًا لمحاكمته بتهم تشمل الخيانة، والتخابر مع الاحتلال، وتشكيل عصابة مسلحة، والعصيان المسلح، استنادًا إلى قانون العقوبات الفلسطيني وقانون الإجراءات الثوري.
كما أصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، مساء الأحد 6 يوليو 2025، بيانًا شديد اللهجة بشأن المتهم ياسر أبو شباب والمجموعة المسلحة التابعة له، متهمة إياه بالخيانة والتواطؤ مع الاحتلال بتنفيذ أجندات تخريبية تهدف لتقويض الجبهة الداخلية في قطاع غزة.
وأكدت الغرفة أن ما يقوم به أبو شباب ومن معه يمثل تجاوزًا خطيرًا للثوابت الوطنية وخروجًا عن الصف الفلسطيني، مشيرة إلى أن هذه العصابة تتحرك بإشراف مباشر من جيش الاحتلال وبغطاء وحماية أمنية واضحة، وهو ما يُعدّ جزءًا من محاولات فاشلة للالتفاف على المقاومة من خلال أدوات محلية مأجورة.
وأضاف البيان أن هذه المجموعة المسلحة تمثل نموذجًا مشوّهًا لا يمتّ بصلة إلى القيم الوطنية، بل تتحرك كأداة بيد الاحتلال، وتهدف إلى بث الفوضى، وزرع الخوف، واستغلال ظروف الحرب لتقويض الصمود الشعبي داخل القطاع.
وحذّرت من التعامل مع أبو شباب أو مجموعته، مؤكدة أن دمهم مهدور، وأنها ستتعامل معهم وفق ما تقتضيه قواعد العمل المقاوم، مشددة على أن كل من يتعاون أو يتستر على تحركاتهم سيتحمّل المسؤولية.
من هو ياسر أبو شباب؟
ولد ياسر جهاد منصور أبو شباب في 27 فبراير 1990، وينحدر من قبيلة “الترابين” البدوية، ويقيم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وترك الدراسة مبكرًا، ولا يجيد القراءة أو الكتابة، وارتبط اسمه سابقًا بتجارة المخدرات والسرقة، واعتُقل على يد أجهزة الأمن الفلسطيني قبل الحرب، لكنه فرّ من السجن بعد استهداف إسرائيلي لمركز احتجازه في أكتوبر 2023.
وفي أعقاب فراره، أنشأ أبو شباب مجموعة مسلحة ضمّت عناصر هاربة، ونشطت في مناطق التماس مع الاحتلال شرق رفح، بالتنسيق الكامل مع القوات الإسرائيلية التي وفرت له الحماية والغطاء، ما حال دون استهدافه جويًا.
نشاط مشبوه تحت رعاية الاحتلال
ومنذ مايو 2025، ومع توغل الجيش الإسرائيلي في رفح، برز اسم أبو شباب كمتحكم بشبكة فوضوية مارست النهب والسرقة بحق المساعدات الإنسانية، وواجهت اشتباكات مع الأجهزة الأمنية المحلية.
وقد أوردت وثيقة داخلية صادرة عن الأمم المتحدة اسمه كمشتبه به رئيسي في عمليات “نهب ممنهجة” للمساعدات الغذائية، إضافة إلى ممارسات ترهيب داخل الأحياء الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.
وتشير مصادر أمنية مطلعة إلى أن جهاز “الشاباك” الإسرائيلي هو من أشرف على تسليح عصابة أبو شباب بشكل مباشر، في إطار خطة تهدف لتشكيل “قوة موازية” تعيد تشكيل المشهد الأمني في القطاع، وتضعف المقاومة من الداخل.
وبحسب تسريبات صحفية عبرية، فإن دعم مجموعة أبو شباب لم يكن مجرد قرار ميداني، بل جاء بموافقة المستوى السياسي والعسكري الأعلى في إسرائيل، بما يشمل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب، ورئيس الأركان، ووزير الشؤون الاستراتيجية، وتم تسليم المجموعة أسلحة خفيفة وهجومية، استخدمت في عمليات إرباك أمني ونشر للفوضى داخل رفح.
وتعتبر مجموعة أبو شباب نموذجًا للكيانات المسلحة التي ينشئها الاحتلال لإضعاف التماسك الداخلي الفلسطيني، وتوظيف الانهيار الاقتصادي والاجتماعي لصناعة بدائل مشبوهة تدّعي “الاستقرار”، بينما تمارس السرقة والابتزاز وتحرض على فصائل المقاومة.