معالجات اخبارية

مصر تعرقل أسطول الصمود المصري لإيصال المساعدات لغزة

أكد موقع ميدل إيست آي أن السلطات المصرية لم تصدر أي تصريح رسمي يتيح مشاركة المتطوعين في “أسطول الصمود المصري”، الذي يهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة والانضمام إلى “أسطول الصمود العالمي”.

وأشار التقرير إلى انسحاب أحد مالكي القوارب من المهمة بسبب مخاوف أمنية.

أسطول الصمود المصري

ويعمل مئات النشطاء في مصر على ربط الأسطول المحلي بالمبادرة العالمية، التي تضم متطوعين من 44 دولة، بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ.

وينطلق الأسطول العالمي من إسبانيا وإيطاليا وتونس واليونان في أكبر مهمة بحرية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ الهجوم الإسرائيلي على القطاع في أكتوبر 2023.

ورغم أن مصر تمتلك حدوداً برية مباشرة مع غزة ومعابر لإيصال الإمدادات، فإن السلطات تلقي باللوم على إسرائيل، معتبرة أنها تتحكم فعلياً في حركة الأفراد والمساعدات من وإلى القطاع.

انسحاب قارب “إيبيزا” والتهديدات الأمنية

وكان من المقرر أن يكون القارب “إيبيزا” أول من ينطلق من السويس ضمن خمسة سفن مخصصة للمهمة، لكنه انسحب بعد أيام بسبب تهديدات وضغوط أمنية.

وقال المتحدث باسم الأسطول المصري، حسام محمود: “حتى الآن، لم يستجب أحد، وننتظر تصريح خفر السواحل وقوات الحدود”.

السلطات المصرية وأسطول الصمود

وتواصل النشطاء مع كل من مجلس الوزراء والرئاسة ووزارات الخارجية والنقل والداخلية، إضافة إلى سلطات الموانئ في دمياط والإسكندرية، لكن لم يصدر أي تصريح رسمي، وألغت المجموعة مؤتمراً صحفياً بعد تلقي المنظمين تهديدات أمنية.

ويهدف الأسطول المصري إلى إرسال قوارب محملة بالإمدادات الطبية والغذائية إلى غزة، ويكتسب المشروع قيمة سياسية ورمزية، إذ يمثل قدرة المصريين على تحويل التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية إلى فعل ملموس رغم العقبات الدبلوماسية.

وانضم المرشح الرئاسي السابق أحمد طنطاوي إلى المبادرة، داعياً الأحزاب السياسية إلى دعم المشروع باعتباره قضية وطنية تتجاوز الانقسامات، وقال: “الأجيال القادمة ستحكم على الأمم بما إذا كانت قد تصرفت دفاعاً عن القضايا العادلة، خاصة في مواجهة القمع والظلم”.

الأسطول العالمي وتحالف المبادرات

وأعلنت المبادرة أن ما يقارب أربعة أطنان من المساعدات العينية جرى جمعها وفرزها، مع استعداد اثني عشر قارباً كبيراً للإبحار، لكنها كلها بانتظار التراخيص النهائية من السلطات المصرية.

وفي حال تعذر الإبحار، سيتم تسليم المساعدات إلى الهلال الأحمر المصري في العريش أو الإسماعيلية، إلا أن المنظمين يرون أن هذا الخيار أقل تأثيراً من كسر الحصار البحري مباشرة.

ويشكل “أسطول الصمود العالمي” تحالفاً مدنياً يضم نشطاء وأطباء ومحامين وبحارة وفنانين وصحفيين، هدفه تحدي الحصار البحري على غزة وإيصال المساعدات بعيداً عن المعابر البرية التي تخضع لقيود إسرائيلية مشددة، موحداً جهود مبادرات سابقة مثل أسطول الصمود المغاربي وائتلاف أسطول الحرية وحركة “صمود نوسانتارا” في جنوب شرق آسيا.

ويواجه المنظمون المصريون عقبات كبيرة، تشمل الجمود البيروقراطي ومخاوف تدخل إسرائيلية قد تمنع الرحلة، بالإضافة إلى احتمال إخضاع السفن لتدقيق أمني مشدد أو رفض المشاركة في اللحظة الأخيرة.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة من المتطوعين والمنظمين، لم تتلق المبادرة أي دعم رسمي من شيخ الأزهر أحمد الطيب أو البابا تواضروس الثاني، حيث لم يصل أي رد على مناشدات النشطاء حتى الآن.

كما التزمت نقابة الصحفيين المصريين الصمت ولم تدعم المبادرة أو تدينها، رغم مشاركة بعض أعضائها في التحضيرات، ويضيف هذا الجمود طبقة إضافية من التعقيد أمام الأسطول المصري في محاولته إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ويعكس حجم التحديات التي تواجهها المبادرة على المستوى المحلي قبل أي مواجهة للتحديات الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى