محللون: السلطة رقصت لطبل ترامب رغم استثنائها من خطته

قال الكاتب السياسي هاني المصري إن “الخطة التي طرحها ترامب جاءت منسجمة مع الشروط الإسرائيلية بعد تعديلات جوهرية، حيث تم تجاوز فكرة الدولة الفلسطينية، والقبول بعودة السلطة لغزة بعد إصلاحات تقررها إسرائيل أو مجلس السلام، مع انسحاب تدريجي بلا سقف زمني يضمن بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية”.
وأضاف، “كما نصت على وصاية دولية وتعميق الانقسام بين غزة والضفة بقيادة مجلس سلام يترأسه ترامب وتوني بلير”.
وتابع المصري، “البند الوحيد الواضح هو الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين خلال 72 ساعة مقابل مساعدات إنسانية، بينما بقية البنود غامضة بلا جداول زمنية أو ضمانات”.
وأوضح المصري أن “أول خرق جاء من ترامب نفسه حين هدد بإعطاء الضوء الأخضر لنتنياهو لإكمال الحرب إذا رفضت حماس الخطة، رغم أن النص يحصر التنفيذ في مناطق خارج سيطرتها”. وأضاف، “الخطة تضمنت وقف الحرب وفشل التهجير لكنها تجاهلت مسألة ضم الضفة. المعضلة الفلسطينية قائمة بين الرفض والقبول، فيما يظل الخيار الثالث هو القبول المشروط مع المطالبة بتعديلات”.
خطة ترامب
وفي ذات السياق، قال الكاتب الصحفي وسام عفيفة، “مجدّدًا، يطلّ الرئيس دونالد ترامب بخطته لإنهاء الحرب على غزة، لكنها حتى الآن لا تعدو أن تكون مزيجًا من اشتراطات نتنياهو ومشروع بلير ووعوده الفضفاضة”.
وأضاف، “خطة تُلزم حماس والمقاومة والشعب الفلسطيني بدفع الفاتورة مقدّمًا، بينما تُعفي الاحتلال من أي ثمن أو استحقاق”.
وتابع، “في مشهد كهذا، يبدو “العرض” مجرد صفقة من طرف واحد، تُكتب شروطها في تل أبيب ويُعلنها ترامب للعالم، بلا التزام سوى من الضحية”.
وأوضح “ويبقى انتظار موقفٍ أوضح من قادتنا العرب والمسلمين والوسطاء، هو الاختبار الحقيقي لصدقية أي حديث عن نهاية الحرب”.
السلطة وخطة ترامب
وقال الكاتب السياسي ياسين عز الدين إن السلطة رحبت بخطة ترمب ورقصت لها وطبلت رغم أنها تستثنيها وتضع عليها شروطًا تعجيزية.
وتابع الشروط الأولية التي يريدها نتنياهو تحت مسمى “إصلاحات”، قطع رواتب عائلات الأسرى والشهداء بشكل تام ومطلق، وتعديل المنهاج الدارسية بحيث لا يعود فيها أي ذكر لفلسطين ولا اللاجئين ولا النكبة ولا يمت لشعبنا بصلة.
بالإضافة إلى الانسحاب من محكمة الجنايات الدولية وإسقاط القضية عن إسرائيل، وسيخترع نتنياهو بشروط أخرى مع مرور الوقت.
وأضاف أن “الدول العربية والإسلامية غدرتنا بهذه الخطة لا دولة ولا وعد بدولة ووصاية على شعبنا برئاسة ترمب وبلير، لكن السلطة رغم تضررها فهي مثل كل العبيد ترحب بما يخدم أسيادها”.
خطة الاستسلام
ومن جانبه، أكدت حركة الأحرار الفلسطينية أن “خطة ترامب مطالبة صريحة لاستسلام وخضوع شعب أحتلت أرضه وارتكب بحقه كل جرائم الحرب، أمام نتنياهو مجرم الحرب المطارد للعدالة الدولية”.
وأضافت الحركة، “تسويق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لوقف الحرب في غزة على أنها الملاذ الوحيد وشاطئ الأمان للشعبنا الفلسطيني من ويلات الحرب، محيطاً هذه الخطة بالوعيد والتهديد اذا ما تم رفضها من قبل المفاوض الفلسطيني، وما هي إلا جعجعه إعلامية تتناغم مع نرجسيته وتؤكد انحيازه الكامل للاحتلال وقادته”.
وتابعت الحركة، “لقد أكد المفاوض الفلسطيني منذ بداية الحرب مرونته وانفتاحه على أي حل يخدم مصالح شعبنا ويخرج المحتل من أرضنا ويعيد بناء ما دمره بجرائم حربه، ولم تكن خطة ترامب أبداً في جميع بنودها إلا تحقيقاً لمطالب ومكاسب المجرم نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية والهارب من العقاب، دون الالتفات لمطالب شعبنا وحقه في تقرير مصيره وحقه في الحرية وتحرير أرضه كشعب محتَل”.
وأشارت الحركة، إلى أن “ما طرحة ترامب هو خطة لاستسلام لشعبنا، وهروب للأمام لإنقاذ مجرم الحرب نتنياهو وحكومته من الملاحقات الدولية أمام هذه الصحوة الدولية وازدياد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وانهيار الرواية الصهيونية التي يسوقها على المجتمع الدولية ومظلوميته بكذبة المحرقة”.
وأضافت، “سيرفض شعبنا الفلسطيني الصامد الصابر الحر مثل هذه الأكاذيب وكل الخطط والمكائد التي تحيكها الصهيوأمريكية وأطماعهم على أرضنا وفي المنطقة، وستتحطم أحلامهم على صخرة صموده كما تحطمت في السابق”.