معالجات اخبارية

فتح تستقبل ناصر القدوة مجددًا بعد سنوات الفصل… ما الرسائل؟

أفادت مصادر مطلعة بأن اللجنة المركزية لحركة فتح قررت إعادة ناصر القدوة إلى صفوف الحركة وعضوية اللجنة المركزية، بعد فصله في نهاية عام 2021، في خطوة جاءت استجابة لضغوط عربية ودولية لتعزيز الوحدة الداخلية للحركة.

وحسب القيادي السابق في فتح، سميح خلف، فقد عاد القدوة “إلى بيت الطاعة” في إطار نهج الرئيس محمود عباس، مؤكداً التزامه بكلامه.

وأوضح خلف أن مبادرة القدوة السابقة مع رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق (أولمرت) جاءت في سياق “مرحلة قطف الثمار على دماء الشهداء”.

وفي رسالته إلى الرئيس عباس، تابع خلف أن ناصر القدوة طلب الصفح عنه ووصف الرئيس بـ”الحكيم”، ما ساهم في موافقة اللجنة المركزية على عودته.

وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الأردن ومصر ودول عربية أخرى لدعم استقرار السلطة الفلسطينية وتعزيز مكانة فتح أمام تنامي شعبية حركة حماس في الضفة وغزة.

وتشير المصادر إلى أن اتصالات عديدة جرت بين شخصيات بارزة في فتح، بما في ذلك توفيق الطيراوي، محمود العالول، جبريل الرجوب ومحمد دحلان، لتقريب وجهات النظر ووقف أي تصعيد داخلي.

ناصر القدوة ومساعي النفوذ السياسي

ويسعى ناصر القدوة، الدبلوماسي الفلسطيني البارز وابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات، لتقديم نفسه كخيار محتمل لخلافة محمود عباس، مستندًا إلى اتصالات مع أطراف دولية، بما فيها مسؤولون في دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم تاريخ طويل في العمل السياسي والدبلوماسي، إلا أن القدوة يواجه نقصًا في الدعم الشعبي بسبب مواقفه السابقة، أبرزها مشاركته في إعداد ما يُعرف بوثيقة “أولمرت – القدوة”، والتي اقترحت ترتيبات حول القدس يُنظر إليها على أنها تنازلات كبيرة على الثوابت الفلسطينية، ما أثار رفضًا واسعًا من فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني.

كما أن محاولاته السابقة للعب دور سياسي مستقل داخل فتح، وتشكيل تحالف انتخابي مع الأسير مروان البرغوثي، أدت إلى فصله من الحركة وتهديدات مباشرة من قيادات فتحية، ما دفعه لاحقًا لمغادرة الضفة الغربية إلى غزة.

وإضافة إلى ذلك، أثارت مواقفه من قضية وفاة ياسر عرفات وتصريحاته حول حماس في الحكومة الفلسطينية السابقة موجات غضب جديدة ضدّه، معتبرين أنه يسعى لمشروع سياسي شخصي يتجاوز إرادة الشارع الفلسطيني.

وعلى الرغم من هذه الخلافات، فإن عودة ناصر القدوة إلى صفوف فتح تعتبر مؤشرًا على ضغط دولي وعربي كبير لدعم وحدة الحركة، وتعكس الحاجة الملحة لقيادة فلسطينية موحدة قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى