
أعلن أمن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عن تنفيذ عملية تصفية واسعة استهدفت خلية من العملاء المتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب عناصر تورطت في سرقة المساعدات وارتكاب أعمال سطو مسلح وسط القطاع.
وأفادت مصادر أمنية أن الخلية التي تمّت تصفيتها تنتمي إلى عصابة تُعرف باسم “أبو مغصيب”، وهي مجموعة إجرامية نشطة في المحافظة الوسطى تورط أفرادها في التعاون الأمني مع الاحتلال وتهديد أمن المجتمع.
العملية التي وصفت بأنها الأوسع منذ أسابيع، أسفرت عن إعدام 12 شخصًا حتى الآن، من بينهم ثلاثة أُعدموا ميدانيًا يوم الخميس، في المحافظة الوسطى.
وفي بيان صارم، تعهد أمن المقاومة بمواصلة ملاحقة كل من تلطّخت أيديهم بخيانة شعبهم أو العبث بأمنه واستقراره، مؤكدًا أنه “لن تأخذنا بهم رأفة، وسنقتلعهم من جذورهم”، مشددًا على أن المعركة ضد العملاء واللصوص والفاسدين هي معركة وطنية لا تقل أهمية عن مواجهة الاحتلال.
قوة رادع ومواجهة مظاهر الانفلات
والعملية نُفذت ضمن عمل قوة ميدانية خاصة جرى الإعلان عنها مؤخرًا تحت اسم “رادع”، وهي وحدة تابعة لأمن المقاومة، أوكلت لها مهام مواجهة مظاهر الانفلات، وردع المتورطين في جرائم السرقة والتخزين غير المشروع واحتكار السلع، إضافة إلى التصدي لممارسات تهدد النسيج الأخلاقي والاجتماعي داخل القطاع المحاصر.
وأكدت مصادر أمنية أن قوة “رادع” نشرت عناصرها في عدد من مناطق قطاع غزة منذ أسابيع، ونفذت عمليات أمنية حساسة أدت إلى إغلاق ملفات جنائية شائكة، واستعادة كميات من المسروقات، فضلًا عن مصادرة أسلحة بيضاء ونارية كانت بحوزة عناصر متورطة في أنشطة إجرامية تهدد حياة المدنيين.
وضمن العمليات الميدانية الأخيرة، فُرض حظر تجوال مؤقت في مناطق محددة بالمحافظة الوسطى ضمن خطة أمنية مُحكمة هدفت لتضييق الخناق على المشتبه بهم، وضمان نجاح عمليات الملاحقة دون إراقة دماء إضافية في صفوف المدنيين.
أمن المقاومة يتوعد
وأوضح أمن المقاومة أن هذه الإجراءات لن تكون الأخيرة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا أمنيًا واضحًا لمواجهة كل من يحاول استغلال حالة الحرب لتحقيق مكاسب خاصة أو ضرب الاستقرار الداخلي، محذرًا من أن العدوان الإسرائيلي لا يمنح الغطاء لأحد، وأن ما فشل الاحتلال في فعله بالقوة العسكرية لن يُسمح لأيٍّ كان بتحقيقه من الداخل عبر الجريمة والخيانة.
وتأتي هذه التطورات الأمنية في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الشرس على قطاع غزة، وفي وقتٍ يعاني فيه أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، مما يجعل أي محاولة لسرقة المساعدات أو زعزعة الأمن الداخلي بمثابة طعن مباشر في ظهر الصامدين.
ووجه أمن المقاومة رسالته دون مواربة لا مكان للخونة بين أبناء الشعب، ولا تساهل مع من تورط في التواطؤ أو سرقة قوت الناس.
ومع تصاعد نداءات الصمود في وجه الاحتلال، تتحرك المقاومة بحزم لحماية الجبهة الداخلية من كل من يحاول استغلال معاناة الأهالي أو العبث بأمن المجتمع خدمةً لأجندات مشبوهة خارجة عن الصف الوطني.