تحليلات واراء

حسابات شبكة أفيخاي تطلق حملة تحريض ضد مناصري المقاومة

أطلقت حسابات تابعة لشبكة أفيخاي موجة جديدة من التحريض المنظم ضد مناصري المقاومة الفلسطينية ولكل محتوى يدعم حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه في تعبير أخر عن حدة القاع الذي وصل إليه القائمون على هذه الحسابات.

وتأتي هذه الحملة ضمن مسار طويل من النشاط الرقمي الهادف إلى تقويض حضور خطاب المقاومة على الإنترنت، وتوجيه الرأي العام نحو روايات متماهية مع الماكينة الدعائية للاحتلال.

إذ نشر حساب “أبو الحسن” أحد المنصات الرئيسية لشبكة أفيخاي، منشورًا يعلن فيه أن أي حساب كان يروّج لحركة حماس أو يتحدث عن انتصاراتها خلال الحرب سيكون هدفًا مشروعًا للاستهداف بغضّ النظر عن هوية صاحب الحساب؛ شابًا كان أو امرأة أو شيخًا.

وبحسب مراقبين يعكس هذا الخطاب، في طبيعته ومضمونه، توجهًا واضحًا لتجريم أي رأي مؤيد للمقاومة وتحويله إلى “هدف” ضمن حملة ممنهجة.

يشير محللون إلى أن هذا النوع من الخطاب التحريضي يندرج في إطار عملية منظمة تهدف إلى خلق بيئة عدائية ضد الأصوات الفلسطينية، وتهديد المستخدمين بشكل غير مباشر بأن التعبير عن مواقف وطنية قد يجرّ عليهم حملات تشهير أو مضايقات أو حتى حظرًا على المنصات في امتداد صارخ لدور الشبكة في خدمة رواية الاحتلال.

شبكة أفيخاي ويكيبيديا

تحولت شبكة أفيخاي، التي تُنسب إلى اسم الناطق العسكري الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إلى كيان رقمي واسع يمتلك عشرات الحسابات التي تعمل على بث رسائل دعائية بلهجات عربية متنوعة لاستهداف الجمهور الفلسطيني والعربي.

ويلاحظ مراقبون أن الشبكة تركز بشكل كبير على شيطنة المقاومة وتشويه رموزها وتشكيك الجمهور في سردية الصمود والانتصار.

ويبدو أن الشبكة في ظل انفضاحها أمام الراي العام الفلسطيني والعربي، تسعى لتوسيع دائرة الاستهداف، ليس فقط للنشطاء المشهورين، وإنما لكل حساب قدّم دعمًا معنويًا للمقاومة خلال الحرب. وهو ما يُفهم منه أن الهدف يتجاوز التشويه إلى محاولة إرهاب المستخدمين وإخماد أي صوت قد يعبر عن موقف مناهض للاحتلال أو متضامن مع الفلسطينيين.

دور إماراتي في تضخيم المنصات شبكة أفيخاي

يربط كثير من النشطاء بين تصاعد خطاب التحريض وبين نشاط منصات إعلامية مموّلة من جهات إقليمية، خصوصًا الإمارات، التي اتُّهمت مرارًا بدعم محتوى ينسجم مع الرواية الإسرائيلية ضد المقاومة.

وتشير هذه الاتهامات إلى أن حسابات شبكة أفيخاي تتلقى دعمًا غير مباشر عبر منصات عربية يتم استخدامها لتسويق الرواية ذاتها، ما يخلق حلقة متشابكة من التضليل.

وظهر هذا الارتباط جليًا في أكثر من حادثة، كان آخرها فضيحة منصة “جسور نيوز” التي نشرت رواية مفبركة تتهم المقاومة باغتيال الشاب علاء الزرابي، قبل أن يتبيّن أن الشاهد الذي استندت إليه لم يذكر أي جهة وراء الحادثة. هذه الحادثة، وغيرها، توفر سياقًا مهمًا لفهم طبيعة الحملة الجديدة التي تشنها حسابات الشبكة.

ويرى مختصون في الإعلام الرقمي أن الهدف الأساسي من هذه الحملات هو تفريغ الفضاء الإلكتروني من الأصوات الوطنية عبر استخدام الترهيب والخطاب العدائي.

فحين يكتب أحد الحسابات المرتبطة بالشبكة أن “كل من دعم حماس سيكون هدفًا مشروعًا”، فهذا يعني عمليًا أن الشبكة تحاول شرعنة استهداف الرأي على الإنترنت وتحويله إلى سلوك مقبول لدى متابعيها.

ويحذر خبراء من أن هذا النوع من الخطاب قد يشجع على الهجمات الرقمية الموجهة مثل التبليغات الجماعية، اختراق الحسابات، أو نشر بيانات مضللة لخلق حالة من الفوضى. وهي أساليب استخدمتها مجموعات مشابهة في الأشهر الماضية ضمن استراتيجيات “الحرب النفسية”.

وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل غاضبة بين النشطاء الفلسطينيين والعرب الذين اعتبروا الحملة محاولة واضحة لإسكاتهم. وكتب العديد منهم أن “استهداف كل من يدعم المقاومة هو استهداف للشعب الفلسطيني كله”، مؤكدين أن الاحتلال يشن معركة موازية على الوعي والرواية لا تقل خطورة عن المعركة العسكرية.

كما دعا صحفيون وحقوقيون إلى ضرورة مواجهة خطاب التحريض عبر التوثيق، والضغط على المنصات العالمية لاتخاذ إجراءات ضد الحسابات التي تتمارس التضليل والتحريض دون أي معايير مهنية أو مصداقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى