
كشفت وثائق تسجيل تجارية في إسرائيل، قدمتها شركة أمريكية خاصة تدعى “سيف ريتش سوليوشنز” (Safe Reach Solutions)، عن شبكة مترابطة من الشركات والمستثمرين الأمريكيين المشاركين في إدارة خطة مساعدات إنسانية مثيرة للجدل في قطاع غزة.
وتزامن ظهور هذه الشبكة مع ارتقاء أكثر من 400 فلسطيني خلال محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع الغذاء بغزة.
شركة SRS المدعومة أمريكياً
وتوفر شركة Safe Reach Solutions الأمن والخدمات اللوجستية لنقاط توزيع الغذاء التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وهي كيان جديد مدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل استُخدم لتهميش دور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات داخل القطاع.
وتُظهر الوثائق أن الشركة سُجلت في إسرائيل في 14 مايو 2025، أي قبل انطلاق عمليات GHF بأيام، بواسطة محامية إسرائيلية تُدعى نوريت داغان.
كما تضم قائمة المؤسسين كريستوفر جيمس أوتس، وهو مستثمر أمريكي يُعتقد أنه المؤسس لشركة Nio Advisors التي لها شراكات مع McNally Capital، وهي شركة تمتلك حصة مؤكدة في SRS.
شبكة تمويل غير شفافة وشخصيات مثيرة للجدل
ومن خلال تقارير استقصائية، يتبين أن شركات مثل McNally Capital وNio Advisors استحوذت سابقاً على شركات أمنية أمريكية مرتبطة بالبنتاغون.
ووفقًا للتسريبات، فإن فيل رايلي، ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، يدير الآن SRS وكان قد أجرى سابقًا دراسة عن توزيع الغذاء في غزة لصالح شركة أوربيس الأمنية.
كما تم رصد اسم تشارلز أفريكانو ضمن ملفات الشركة، وهو شخصية ارتبطت سابقًا بشركة “أكاديمي” المعروفة سابقًا باسم “بلاك ووتر”، وكذلك بشركة “سيرسينوس” المثيرة للجدل خلال إدارة ترامب.
مؤسسة مالية سرية تُدير العمليات من وايومنغ
وتشير الوثائق إلى أن شركة Two Ocean Trust، وهي شركة لإدارة الثروات مقرها وايومنغ، تتولى دور المدير القانوني لشركة SRS.
وتشتهر وايومنغ بثقافة سرية الشركات، ما يثير المزيد من التساؤلات حول الشفافية المالية لهذه العمليات.
ورفضت الشركة تأكيد علاقتها المباشرة بأي من المستثمرين المعروفين.
وزارة الخارجية الأمريكية تدرس تمويلاً ضخماً لـ GHF
وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن وزارة الخارجية الأمريكية بصدد دراسة تقديم 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية، رغم تصاعد القلق حول فاعلية وأمان نقاط التوزيع.
ومنذ بدء عمل GHF، قُتل أكثر من 420 فلسطينيًا وأصيب ما يزيد عن 3000 آخرين قرب مواقع توزيع الغذاء، في ظل اتهامات بأن تلك النقاط تشكل أهدافًا مكشوفة للقوات الإسرائيلية.
ورغم نفي المؤسسة مسؤوليتها عن الحوادث، إلا أن مركز الحقوق الدستورية في أمريكا حذرها من إمكانية ملاحقتها قانونيًا بتهم جرائم حرب.
وظهر أيضًا اسم شركة Boston Consulting Group التي يقال إنها ساهمت في تصميم نموذج العمليات الخاص بمؤسسة GHF.
وقد أعلنت الشركة مؤخرًا انسحابها من المشروع وفصل موظفين متورطين، في ظل فتح تحقيق داخلي بشأن علاقتها بالمؤسسة.