الأشقياء ياسر وعرفات أبو شباب.. عناوين الإجرام في زمن الإبادة

في الوقت الذي يعيش فيه قطاع غزة تحت نير الإبادة الجماعية الإسرائيلية، ويعاني فيه أهله من المجازر والحصار والتجويع والتشريد، تبرز وجوه ملوثة بالخيانة والإجرام، تستغل معاناة الناس لتكريس مشاريع الاحتلال وتقويض الجبهة الداخلية، في طليعتهم المدعو ياسر أبو شباب وشقيقه عرفات، واللذان باتا عنواناً لانهيار الأخلاق الوطنية وارتكاب جرائم منظمة تحت مظلة أمنية إسرائيلية وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
إذ تحت ذريعة العمل الإغاثي، شرع ياسر أبو شباب منذ بداية حرب الإبادة في تشكيل مجموعات مسلحة، ضمت عناصر من الموظفين السابقين في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وعدداً من الشبان العاطلين عن العمل، بعد إغرائهم بمبالغ مالية ووعود كاذبة بالتوظيف.
هذه المجموعات لم تكن إلا غطاءً لتحرك أمني خبيث يهدف إلى زرع الفوضى، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وتسهيل عمليات الاحتلال داخل القطاع.
من هو ياسر أبو شياب؟
لم يكن نشاط ياسر عشوائياً، بل استند إلى تفاهمات مع الاحتلال الإسرائيلي سمحت له بالحركة وتنفيذ خططه في مناطق حساسة، تحت ستار “العمل الإنساني”، فيما الحقيقة تؤكد أنه لعب دوراً وظيفياً في خدمة أهداف الاحتلال عبر تجنيد المجموعات الأمنية، ونشر الرعب والنهب، واستهداف المقاومة الشعبية التي شكلت العمود الفقري لصمود غزة.
وتؤكد المصادر الأمنية أن ياسر أبو شباب تلقّى تسهيلات مباشرة من جهات أمنية إسرائيلية، مكنته من نقل الأموال والمعدات وتوزيعها في مناطق محددة، بهدف اختراق البيئة الاجتماعية وتوظيفها لصالح مشروع تفكيك المقاومة.
كما أظهر تعاوناً واضحاً مع أطراف في السلطة الفلسطينية، وفّروا له دعماً لوجستياً وربطوه بعناصر أمنية سابقة كانت قد أقصيت من قطاع غزة بعد الانقسام السياسي، ويُعرف عن بعضهم تورطهم سابقاً في عمليات مشبوهة لصالح أجهزة الاحتلال.
من هو عرفات أبو شباب؟ إرث دموي يعود للواجهة
عرفات أبو شباب، شقيق ياسر، ليس اسماً عادياً في ذاكرة الجنوب الغزي، فقد تولى في فترات سابقة قيادة “فرق الموت” السيئة الصيت، والتي كانت تنفذ عمليات خطف وابتزاز وترويع في رفح وخان يونس خلال سنوات الانقسام الأمني.
وسبق أن اعتقلت الأجهزة الأمنية في غزة عرفات أبو شباب بتهم تتعلق بالإجرام المنظم والسرقة والنهب. واليوم يعود عبر نافذة أخيه لاستئناف دور مشبوه في تشكيل خلايا مسلحة تنفذ مهاماً سرية بالتنسيق مع الاحتلال.
المعلومات الميدانية تشير إلى أن عرفات أبو شباب يعمل كمشرف ميداني على تنفيذ عمليات تقويض النظام المدني والقانون في غزة، حيث تولّت مجموعاته اقتحام مخازن للمساعدات، وفرض إتاوات على التجار، وشنّ هجمات على منازل نشطاء المقاومة بزعم “ضبط الأمن”، في حين أن الهدف الحقيقي كان ترويع السكان وتفتيت قدرة المجتمع على الصمود.
ياسر أبو شباب ويكيبيديا
في تطور لافت، أصدرت عائلة أبو شباب بياناً وطنياً واضحاً أعلنت فيه البراءة التامة من المدعو ياسر أبو شباب وأي من المرتبطين به.
وأكد البيان أن العائلة تبرأت منه ومن أعماله التي وصفتها بأنها “تمسّ شرف العائلة وتاريخها النضالي”، محذرةً كل من يتعامل معه من مصير “لا يُحمد عقباه”، ومعلنة أن “دمه مهدور”.
وتضمن البيان تفاصيل صادمة عن طبيعة الأكاذيب التي استخدمها ياسر في بداية تحركاته، حيث أوهم عائلته بأنه يعمل في إطار مدني وإغاثي لمساعدة الناس، لكنه لاحقاً تبيّن من خلال فيديوهات بثتها المقاومة، أن مجموعاته المسلحة تشارك في نشاطات أمنية لصالح الاحتلال وتنفذ مهاماً تتطابق مع مهام وحدات المستعربين سيئة السمعة.
ويعد إجماع كبار العائلة على نبذه ومحاكمته بعُرف العشيرة هو بمثابة شهادة وطنية إضافية تدين هذا المشروع الإجرامي، وتكشف أن أفعاله لم تكن وليدة لحظة، بل جزء من مخطط أكبر لتدمير ما تبقى من ثوابت المجتمع الغزي في وجه الاحتلال.
عصابة ياسر أبو شباب؟ الدور التخريبي في زمن الحرب
في وقت تقف فيه المقاومة صامدة في وجه آلة القتل الإسرائيلية، اختار الأشقياء ياسر وعرفات أبو شباب أن يكونا خنجراً في ظهر غزة، عبر ترويج الفوضى وتنظيم عصابات السرقة والابتزاز، مستغلين حالة الطوارئ والدمار لنهب ممتلكات الأهالي والسطو على ممتلكات عامة وخاصة، تحت حماية السلاح والمال السياسي.
وتؤكد التقارير المحلية تورطهما في سرقة شاحنات مساعدات غذائية، وبيعها في السوق السوداء، وتورط خلاياهما في تعطيل عمليات الإغاثة في بعض المناطق عبر فرض قيود على دخول المتطوعين أو استجوابهم، ومحاولة ابتزاز المنظمات الإنسانية للحصول على حصص إضافية من المساعدات.
مخابرات السلطة وراء عصابة ياسر أبو شباب
ليست هذه الحالة إلا جزءاً من استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تعتمد على أدوات محلية لتمزيق المجتمع الفلسطيني، وضرب وحدته من الداخل. عبر أمثال ياسر وعرفات، تعمل أجهزة الاحتلال على تشجيع نماذج الخيانة والتشبيك الأمني، وتوفير غطاء سياسي وإعلامي لهم باعتبارهم “مقدّمي خدمات إنسانية”، فيما هم في الواقع أدوات جريمة بحق المجتمع الفلسطيني، تنفّذ أجندات تآمرية مقابل المال والسلطة.
لكن الإجماع الوطني والعشائري في غزة يؤكد أنه في سياق حرب إبادة دمرت الحجر والبشر، لا يمكن لأي صوت نشاز أن يعكّر صفو وحدة الدم المقاوم، ولا يمكن لأي عميل مهما تضخم أن ينجو من لعنة الخيانة.
ياسر وعرفات أبو شباب اختارا الاصطفاف في خندق العدو، وخانوا أمانة شعبهم وتاريخ عائلتهم. لكن صوت العائلة الذي صدح بالحق، وصوت المقاومة الذي كشف تورطهم، وصوت الشعب الذي يعاني من جرائمهما، سيظل يلاحقهما إلى أن تتم محاسبتهم علناً، وطنياً، وعشائرياً، بما يستحقه الخونة.