معالجات اخبارية

فضيحة.. شركة الخزندار من غزة وراء الترويج لخطة المساعدات برفح

أبانت الصور من مركز تل السلطان بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة الذي افتتح لتوزيع المساعدات كفخ لاصطياد المواطنين إلى مراكز اعتقال استعمال شركة الخزندار لموظفيها في الترويج للخطة الإسرائيلية بغطاء أمريكي.

وظهر هؤلاء في عرض مسرحي بائس أكثر منه إلى عملية إنسانية حقيقية، حاولت أجهزة الاحتلال وأذرعها الإعلامية نشرها على أنها توثق توزيع مساعدات على نازحي تل السلطان غربي مدينة رفح.

الصور التي بثت بكثافة، وُصفت بأنها جزء من “الآلية الإنسانية الجديدة”، غير أن التوقيت المدروس، والزوايا المنتقاة بعناية، والأشخاص الظاهرين في المشهد، أثاروا شكوكًا واسعة حول مصداقيتها.

وما كُشف من خلال التدقيق الميداني وتحقيقات الجهات المختصة أن هذه الصور لا تعكس واقع الميدان، بل تمثل محاولة مكشوفة لصناعة مشهد “نجاح وهمي” يخدم الرواية الإسرائيلية، التي تسعى لتجميل وجه آلية الإذلال التي يرفضها شعبنا بإجماع مكوناته ومؤسساته.

فشل خطة إغاثة غزة

فلا أثر في الوجوه الظاهرة للمعاناة أو الإرهاق، ولا يظهر على من يحملون الطرود أي غبار أو أثر مشي لمسافات طويلة، رغم أن منطقة التوزيع بعيدة ولا يمكن الوصول إليها إلا سيرًا على الأقدام.

ومعظمهم لا يرتدون قبعات تقيهم شمس رفح اللاهبة، والبعض يرتدي ملابس ثقيلة لا تتناسب مع الأجواء الحارة، ما يعزز الشكوك بأنهم ليسوا نازحين بل سائقو شاحنات أو أفراد أعدوا مسبقًا لتمثيل المشهد.

لكن الفضيحة هو عودة هؤلاء الموظفين في شركة الخزندار والوقوف في طابور انتظار لاستلام الطرد الغذائي الملوث بدماء أهالي غزة وهو ما كشفته الصور.

وأبانت الصور حجم الانحطاط الأخلاقي الذي وصلت له شركة الخزندار من عمالة واضحة وشراكة في مخطط تهجير أهالي قطاع غزة مقابل عوائد مادية.

وأكدت مصادر أمنية أن من شاركوا في هذه الصور ليسوا مواطنين كما ادعى الاحتلال، بل أفراد من شركة الخزندار – التي لم تعلن رفضها حتى الآن للآلية الإسرائيلية – إلى جانب مجموعة من التابعين للعميل ياسر أبو شباب.

وقد صدرت بيانات براءة من عائلتي الخزندار وأبو شباب في وقت سابق، تؤكد رفضهم لمثل هذه الأدوار المشبوهة التي تسهم في تمرير أهداف الاحتلال.

خطة إغاثة غزة

وما نشره الاحتلال لم يكن توثيقًا لحالة إنسانية، بل محاولة لفرض صورة ذهنية مزيّفة، هدفها كسر الحاجز النفسي، ودفع الجائعين والمحتاجين للانخراط في ما يسمى بـ”الممر الإنساني”، تحت وهم النجاة من الجوع، في حين أن الحقيقة المرة أن الاحتلال لا يوزع مساعدات، بل يساوم على الكرامة، ويستثمر الحاجة كأداة للضغط السياسي والاجتماعي. إنها “مساعدات مشروطة بالركوع”، و”كرتونة بثمن الوطن”.

والمقلق في هذه المرحلة أن أي تهاون أو تماهي مع هذه الآلية سيُستخدم لتأبيد واقع النزوح وتشريع معسكرات الإذلال كمقدمة لفرض سيناريو التهجير القسري الجماعي، وهي الخطة التي بدأت تتكشف ملامحها منذ الأشهر الأولى للعدوان.

وما جرى في تلّ السلطان هو محاولة هروب للأمام من الفشل العسكري والسياسي والإعلامي. الاحتلال الذي عجز عن كسر إرادة غزة بالسلاح، يحاول الآن كسرها بالجوع، ومن خلال صور مزيّفة، يحاول إقناع العالم أن الشعب الفلسطيني بدأ يتجاوب مع مشاريعه، بينما الحقيقة أن هذه المسرحية بلا جمهور.

وفي سياق متصل، حذر ضابط في أمن المقاومة من التعامل مع دعوات مشبوهة تنادي بتشكيل ما يسمى “لجان حماية غزة”، واصفاً إياها بأنها محاولات صهيونية لتجنيد مرتزقة من الداخل، بهدف تنفيذ مهام أمنية وإثارة الفوضى.

وأكد أن المقاومة ستتعامل مع أي جماعات غير وطنية على أنها أدوات للعدو، لا تقل خطورة عن العملاء المباشرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى