القصة في صور
أخر الأخبار

صور مأساوية من غزة.. أطفال وكبار يموتون جوعًا ويتحولون إلى هياكل عظمية

لم تعد صور الأطفال الهزال في غزة مشاهد نادرة، بل أصبحت حقيقة يومية تؤكد أن الكبار والصغار يموتون جوعًا. أجساد نحيلة، وجوه شاحبة، وطوابير طويلة على مراكز الإغاثة، تعكس مأساة إنسانية غير مسبوقة يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.

وخلال الأسابيع الماضية، توفي ما لا يقل عن 16 طفلًا دون سن الخامسة نتيجة الجوع وسوء التغذية، فيما يواجه الباقون خطر الموت في أي لحظة مع استمرار نقص الغذاء والمياه والدواء.

مجاعة حقيقية تحصد الأرواح يوميًا

ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الوضع في غزة بأنه أزمة أخلاقية عاجلة، مؤكدة أن المجاعة أصبحت واقعًا ملموسًا. حتى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اعترف قائلًا:”هناك مجاعة حقيقية في غزة، ويجب أن نطعم الأطفال فورًا.”

ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، فإن ثلث سكان غزة يقضون أيامًا كاملة بلا طعام، فيما تمثل المساعدات الإنسانية قطرة في بحر الاحتياجات الفعلية.

وعبّر الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم الأطفال في أحد مستشفيات جنوب غزة، عن حجم الكارثة بمرارة قائلًا:”لا يوجد أحد في غزة الآن خارج نطاق المجاعة، ولا حتى أنا.”

صور مأساوية من غزة

ولم تعد المجاعة في غزة تحصد أرواح الأطفال وحدهم، بل باتت تطال الكبار أيضًا.

في مشهد يلخّص حجم الكارثة، تحوّل جسد الشاب عادل فوزي ماضي (27 عامًا) إلى هيكلًا عظميًا بعد أن أنهكه الجوع والحرمان لأيام متواصلة. لم يمت برصاصة ولا بصاروخ، بل مات ببطء وصمت موجع داخل مجمع ناصر الطبي نتيجة سوء تغذية حاد.

وليس فقط عادل، فقد أكدت الطبيبة البريطانية فيكتوريا روز، العائدة من غزة، أن الأوضاع هناك تجاوزت كل حدود المأساة، حيث شهدت وفاة 60 طفلاً خلال 23 يومًا فقط نتيجة سوء التغذية الناجم عن سياسة التجويع الإسرائيلية.

وأكدت أن غزة تواجه أزمة إنسانية وصحية لا رجعة فيها بسبب الحصار ونقص الأدوية، وأن الحلول الحالية مجرد “فتات يُلقى هنا وهناك”، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية.

قصة عادل تختصر مأساة غزة اليوم موت صامت يحصد الأرواح بلا ضجيج، وجوع يفتك بالكبار قبل الصغار، بينما العالم يلتفت بعيدًا عن هذه المأساة المتصاعدة.

حصار وتشديد ومنع للإغاثة

وترى الصحيفة الأمريكية أن السياسات الإسرائيلية ساهمت مباشرة في خلق الكارثة، إذ يسيطر الجيش الإسرائيلي على معظم القطاع ومعابره.

كما أن قرارات حكومة نتنياهو، التي رضخت لضغوط وزراء اليمين المتطرف، أدت إلى وقف التعاون مع المنظمات الدولية واستبدالها بما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، والتي تدير 4 مراكز توزيع فقط، مقارنة بـ 400 مركز كانت تديرها الأمم المتحدة سابقًا.

والنتيجة كانت مأساوية وفاة مئات الفلسطينيين في التدافع على المراكز الجديدة، وبعضهم قُتل برصاص الجيش الإسرائيلي.

وحذّرت صحيفة نيويورك تايمز من أن الوضع في غزة يقترب من كارثة إنسانية شاملة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنقاذ الأرواح.

وشددت الصحيفة على ضرورة عودة المنظمات الدولية لتوزيع المساعدات، مع تدخل أمريكي وعربي يضمن إدخال كميات كافية من الغذاء والدواء، بالتوازي مع جهود حثيثة للتوصل إلى وقف إطلاق نار عاجل يضع حدًا لمعاناة المدنيين قبل أن تتفاقم المأساة أكثر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى