السلطة والذباب الإلكتروني صامتون أمام تعطيل الاحتلال للتهدئة

مرّت 6 أيام منذ أن وافقت حركة حماس على مقترح الوسطاء لوقف الحرب في غزة، بلا أي تعديلات أو ملاحظات، لكن حتى الآن لم يصدر أي رد من الجانب الإسرائيلي، ما يثير تساؤلات حول جدية الاحتلال في التوصل إلى تهدئة حقيقية.
ولم تتخذ حركة فتح أو الإعلام التابع للسلطة أي موقف تجاه الصمت الإسرائيلي، كما غاب الذباب الإلكتروني عن أي نقد أو تعليق على هذا التعطيل، في حين كان هؤلاء دائمًا يرمون اللوم على حماس ويصورونها كمسؤولة عن أي تأخير أو عرقلة.
مرونة فلسطينية مقابل تعطيل الاحتلال
ويرى محللون سياسيون أن الموقف الفلسطيني أبدى مرونة واضحة في التعامل مع المبادرات المطروحة لإدارة الأزمة الإنسانية، غير أن الاحتلال الإسرائيلي يقابل ذلك بتعطيل متعمد يعرقل فرص التقدم نحو اتفاق، مما يزيد من خطورة تداعيات الصراع على الأرض.
وأكد المحلل السياسي إياد القرا:”حماس أظهرت درجة عالية من المرونة، مع رغبتها في التوصل إلى حل يضمن حقوق الفلسطينيين دون أي تفريط، إلا أن تعطيل الاحتلال شكل عائقًا رئيسيًا أمام التقدم”.
ومن جانبه، أشار المحلل إبراهيم المدهون إلى أن:”محاولة حشر حماس في الزاوية ورفض الاحتلال للاتفاقيات التي وقع عليها الوسطاء سيكون لها تداعيات خطيرة، لكن المقاومة قادرة على الاستمرار في الضغط الميداني عند الحاجة”.
الوضع الإنساني يزداد سوءًا
ورغم المرونة الفلسطينية، لا يزال الوضع الإنساني في غزة مأساويًا، مع استمرار نقص المواد الأساسية واستهداف المدنيين، فيما يؤكد المحللون أن استمرار الصمت الإسرائيلي يزيد من حدة الأزمة ويعرقل أي فرصة لإنهاء الحرب.
وبدل مواجهة الاحتلال، السلطة والذباب الإلكتروني يغضون النظر عن تعطيل الاحتلال للتهدئة، ويمنحون دعمًا ضمنيًا يضعف كل محاولة لحماية المدنيين في غزة.
وتواصل قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، تنفيذ حرب مدمرة في غزة، أسفرت حتى اليوم عن استشهاد وإصابة نحو 219 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.