معالجات اخبارية

القاهرة تقمع المتضامنين مع غزة وسط موجة مظاهرات عالمية

عاد الناشط المصري أنس حبيب، مجددًا، إلى الاعتصام أمام السفارة المصرية في العاصمة الهولندية أمستردام، بعد أن أفرجت عنه الشرطة الهولندية الأربعاء، عقب اعتقاله أثناء بث مباشر أمام السفارة.

وقال حبيب إن قوات أمن السفارة حاولت منعه من الاعتصام واعتدت عليه، قبل أن تتدخل الشرطة الهولندية لمنع أي تصعيد جديد.

ويأتي تحرك حبيب ضمن مبادرة “حصار السفارات” التي أطلقها قبل أشهر، بهدف الضغط رمزيًا على الأنظمة المتواطئة في استمرار حصار غزة، وعلى رأسها الحكومة المصرية التي تتحكم في معبر رفح وتمنع وصول المساعدات الإنسانية، فضلًا عن توقيعها صفقة غاز بقيمة 35 مليار دولار مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الناشط المصري في بث مباشر أن اعتقاله جاء بدعوى عدم حصوله على تصريح للتظاهر، لكنه شدد على أن خطواته تأتي في إطار التضامن مع أهالي غزة الذين يواجهون حصارًا إسرائيليًا منذ عام 2007 وحربًا متواصلة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تسببت في كارثة إنسانية أعلنت الأمم المتحدة رسميًا أنها وصلت إلى مستوى المجاعة.

مظاهرات عالمية تضامنا مع غزة

وجاء اعتصام أنس حبيب متزامنًا مع موجة احتجاجات عمت عدة عواصم أوروبية وعربية، عقب اعتراض بحرية الاحتلال الإسرائيلي لأسطول الصمود العالمي الذي كان متوجهًا إلى غزة محملًا بالمساعدات الإنسانية.

ففي روما، خرجت مظاهرة حاشدة أمام البرلمان الإيطالي احتجاجًا على عملية القرصنة الإسرائيلية.

وفي بروكسل، نددت مظاهرة جماهيرية باحتجاز سفن الأسطول واعتقال الناشطين على متنها.

كما شهدت برشلونة وبرلين وأثينا وباريس مظاهرات ليلية غاضبة، رفعت شعارات تندد باختطاف السفن ومنعها من الوصول إلى غزة.

وفي تركيا، نظمت وقفات احتجاجية في إسطنبول وقيصري وقونيا، وصلت إلى حد محاصرة سفارة الولايات المتحدة في أنقرة والقنصلية في إسطنبول، في رسالة واضحة ضد الدعم الأمريكي للاحتلال.

أما في العالم العربي، فقد شهدت العاصمة الأردنية عمان ومدينة مصراتة الليبية فعاليات تضامنية مع الأسطول، الذي وصف اعتراضه بأنه “هجوم غير قانوني على مدنيين عزل في المياه الدولية”.

القاهرة تقمع المتضامنين مع غزة

وجاءت التحركات الشعبية في أوروبا والعالم العربي بينما يواجه النظام المصري انتقادات متصاعدة بسبب سياساته تجاه غزة، حيث لم يكتفِ بالسيطرة المحكمة على معبر رفح ومنع المساعدات، بل شن أيضًا حملات قمعية ضد الناشطين المصريين المتضامنين مع الفلسطينيين.

فقد أقدم الأمن المصري على قمع أسطول الصمود المصري قبل أن يكتمل ترتيبه، واعتقل عددًا من أعضاء لجنته التحضيرية، كما صعّد من ملاحقة النشطاء الذين يبدون تعاطفًا مع غزة، في وقت وصفه محللون بأنه “الهدوء الذي يسبق العاصفة” داخل الشارع المصري.

التضامن مع غزة

وبينما أكد أسطول الصمود أنه فقد الاتصال بعدد من سفنه، إلا أنه تعهد بمواصلة الإبحار باتجاه غزة “دون تراجع”، مشددًا على أن التضامن العالمي يتعاظم مع كل خطوة قمعية أو قرصنة إسرائيلية.

وفي تطور لافت، أعلنت النقابات العمالية في إيطاليا عن إضراب شامل الجمعة احتجاجًا على الهجوم الإسرائيلي على سفن الأسطول، حيث قال الاتحاد العام للعمل الإيطالي إن ما جرى يمثل “حادثًا خطيرًا للغاية” ليس فقط بحق المدنيين المشاركين، بل أيضًا بحق العمال الإيطاليين الذين تُركوا دون حماية في المياه الدولية.

كما انضمت نقابتا FIOM وUSB لدعم الإضراب، فيما شهدت مدن روما وميلانو ونابولي وتورينو وجنوة مسيرات حاشدة شارك فيها آلاف المحتجين للتعبير عن تضامنهم مع غزة ورفضهم لجرائم الاحتلال.

بهذا، لم يعد التضامن مع غزة محصورًا في وقفات رمزية أو اعتصامات فردية، بل تحوّل إلى حراك متشعب يجمع بين المظاهرات الشعبية والإضرابات العمالية، ليشكل مشهدًا احتجاجيًا واسعًا، في رسالة واضحة بأن غزة ليست وحدها وأن محاولات إسكات الأصوات أو قمعها لن توقف اتساع دائرة التضامن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى