معالجات اخبارية

كشف تفاصيل صفقة التطبيع السعودية التي قوضها هجوم طوفان الأقصى

كشفت وسائل إعلام عبرية عن تفاصيل صفقة التطبيع السعودية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والتي قوضها هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية عام 2023.

وقال موقع “تايمز أوف إسرائيل” العبري إنه عشية هجوم طوفان الأقصى، كان من المقرر في حينه أن يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تل أبيب لمناقشة وثيقة أُعدّت مع الرياض توضح التنازلات البسيطة نسبيًا التي كان على الحكومة الإسرائيلية تقديمها للفلسطينيين.

وبحسب الموقع فقد توصلت الولايات المتحدة والسعودية إلى تفاهمات سرية عشية هجوم السابع من أكتوبر بشأن التنازلات التي كان على دولة الاحتلال تقديمها للفلسطينيين مقابل أن تطبّع الرياض علاقاتها مع تل أبيب.

وأورد الموقع أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والسعودية كانت قد صاغتا وثيقة حول المكوّن الفلسطيني من اتفاق التطبيع خلال صيف 2023. ويُظهر وجود هذه الوثيقة أن الجانبين كانا متقدمين أكثر بكثير في مفاوضاتهما مما كان معروفًا سابقًا.

وأشار الموقع إلى جهود بلينكن اللاحقة لإنهاء حرب الإبادة على غزة من خلال التقدّم بخطة لإدارة غزة بعد الحرب وإحياء مفاوضات التطبيع — وهما مساران لم ينجحا بحلول موعد مغادرته لمنصبه في يناير.

أما بالنسبة للتنازلات التي توقّعت الولايات المتحدة والسعودية أن تقدّمها دولة الاحتلال للفلسطينيين قبل السابع من أكتوبر، فقد كانت متواضعة نسبيًا، وشملت منح السلطة الفلسطينية السيطرة على المزيد من أراضي الضفة الغربية.

وكان ذلك سيتم عبر تغيير أجزاء من المنطقة C الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية إلى B، حيث للسلطة نفوذ محدود، وتغيير أجزاء من B إلى A، الخاضعة لسيطرة وحكم أمني فلسطيني كامل.

ومع ذلك، كان لا يزال هناك فجوة بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن الجدول الزمني لاعتراف واشنطن بدولة فلسطينية، إذ كانت الرياض تدفع باتجاه تحقيق ذلك خلال فترة أقصر.

لكن، تم التوصل إلى قدر كافٍ من التوافق بحيث بدأ بلينكن يضع خططًا أولية للسفر إلى دولة الاحتلال في أوائل أكتوبر 2023 حاملًا الوثيقة التي صاغتها واشنطن مع الرياض.

وكان بلينكن يتوقّع أن يضيف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعديلاته الخاصة على الوثيقة، بما في ذلك شروط ترى تل أبيب على الأرجح أنها ستؤدي إلى تأجيل إقامة دولة فلسطينية إلى أجل غير مسمى، أو إغلاق الباب أمام الفكرة كليًا.

ومن جانبها، كانت الحكومة الإسرائيلية على اطلاع بتفاصيل المفاوضات الأميركية–السعودية، وكانت مرتاحة بدرجة كافية للخطوات المتواضعة المطروحة بحيث دفع ذلك وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى صياغة مسودة اتفاق تطبيع محتمل مع السعودية.

لكن جدول أعمال بلينكن انقلب رأسًا على عقب بفعل هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، الأمر الذي أجبر واشنطن على إرجاء جهودها للتوسط في صفقة التطبيع والانتقال بدلًا من ذلك إلى محاولة إدارة الحرب في غزة.

وقد زعم بايدن ومستشاروه مرارًا أن هجوم طوفان الأقصى كان مدفوعًا جزئيًا بالرغبة في إجهاض الجهد الأميركي للتوصل إلى صفقة تطبيع بين دولة الاحتلال والسعودية.

ويكشف تحقيق “تايمز أوف إسرائيل” مدى قرب الجانبين فعليًا من التوقيع على مثل هذا الاتفاق قبل الهجوم، ويكشف أيضًا كيف حاولت الولايات المتحدة إحياء تلك المحادثات كوسيلة لإنهاء حرب غزة المدمرة التي تلت ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى