كشف بعض خفايا التدخل العسكري الأمريكي المباشر في حرب الإبادة على غزة
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن بعض خفايا التدخل العسكري الأمريكي المباشر في حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، متمثلا بالأنشطة الاستخبارية واسعة النطاق التي تتم تحت اسم “خلايا الانصهار”.
وقالت الصحيفة إن قوات خاصة أمريكية وضباط الاستخبارات شرعوا بمساعدة جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد وقت قصير من هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين أول/كتوبر العام الماضي.
وذكرت الصحيفة أنه بعد أيام من هجوم المقاومة الفلسطينية أرسل البنتاغون بهدوء عدة عشرات من قوات العمليات الخاصة إلى دولة الاحتلال تحت ستار المساعدة في تحرير الأسرى الإسرائيليين.
وأوضحت أنه تم انضمام هؤلاء الجنود من قيادة العمليات الخاصة المشتركة بسرعة إلى مجموعة من ضباط الاستخبارات، بعضهم يعمل مع الجنود في “إسرائيل” والبعض الآخر في مقر وكالة المخابرات المركزية (CIA) في لانغلي، فرجينيا.
على مدار العام، تم التركيز على الدعم الأمريكي لإسرائيل من خلال القنابل والأسلحة الأمريكية المستخدمة في هجمات دولة الاحتلال الدموية على قطاع غزة.
لكن الدعم الاستخباراتي كان له دور حاسم أيضًا. إذ ساعدت الاستخبارات الأمريكية في تحديد موقع أربعة أسرى تم إنقاذهم بواسطة قوات الكوماندوز الإسرائيلية في حزيران/يونيو الماضي وتخلل ذلك مجازر مروعة بحق المدنيين الفلسطينيين في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة.
ومنذ بداية الحرب، كانت الخلايا العسكرية والاستخباراتية الأمريكية تركز على عدة أهداف منها البحث عن الأسرى وكذلك على مطاردة قادة حركة حماس والمقاومة البارزين.
ولا يدعي كبار المسؤولين الأمريكيين الفضل في العملية الإسرائيلية التي استشهد فيها رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار، المهندس للهجوم في 7 أكتوبر. لكنهم يشيرون إلى أن استخباراتهم ساعدت في عملية البحث.
قال الرئيس جو بايدن في بيان يوم الخميس الماضي بعد الإعلان عن استشهاد السنوار: “بعد وقت قصير من 7 أكتوبر، وجهت أفراد العمليات الخاصة ومهنيي الاستخبارات لدينا للعمل جنبًا إلى جنب مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تحديد مواقع السنوار وغيره من قادة حماس في غزة”.
جهد استخباري مكثف
خلال مسار الحرب في غزة، وفقًا لمسؤولين كبار، تحولت خلايا “الانصهار” الأمريكية بناءً على الاستخبارات المتاحة في ذلك الوقت. أحيانًا، كانت أفضل المعلومات تدور حول مواقع الأسرى، وفي أوقات أخرى، كانت تركز على أماكن تواجد قادة حماس. لكن لم يتم إغفال أي من المهمتين.
وقد تبادلت المجموعتان الأمريكيتان اللتان تحللان الاستخبارات، في دولة الاحتلال الإسرائيلي وفي مقر وكالة المخابرات المركزية، المعلومات والرؤى بانتظام.
وأصر مسؤولو وزارة الدفاع على أنهم لا يدعمون بشكل مباشر العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض في غزة، وهي الحملة التي أدت إلى قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وتحويل القطاع إلى أنقاض.
في مقابلة أجريت في وقت سابق من هذا العام، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الجيش الأمريكي ووكالات التجسس اكتسبت خبرة في العثور على الأهداف ذات القيمة العالية من خلال مطاردة أسامة بن لادن وغيره من المطلوبين في العراق وأفغانستان، وأن هذه الخبرة كانت مفيدة للإسرائيليين.
وأضاف سوليفان “نحن نستخدم تلك الخبرة وقد قمنا بذلك منذ الأسابيع الأولى بعد 7 أكتوبر”.
وقال مسؤولون أمريكيون إن كبار المسؤولين في البيت الأبيض كانوا يجتمعون بانتظام مع مدير وكالة المخابرات المركزية وليام ج. بيرنز ووزير الدفاع لويد ج. أوستن الثالث بشأن الدعم الإضافي الذي قد تحتاجه خلايا الاستهداف لتسريع عملية البحث عن السنوار.
ولم يكشف المسؤولون عن الكثير من التفاصيل حول نوع الاستخبارات التي قدمتها الخلايا لإسرائيل.
في المقابل قام ما لا يقل عن ست طائرات MQ-9 Reapers التي تسيطر عليها قوات العمليات الخاصة الأمريكية بمهام لمساعدة في تحديد مواقع الأسرى، وتمرير أدلة محتملة إلى قوات الجيش الإسرائيلي، وفقًا للمسؤولين.
ولا تستطيع الطائرات بدون طيار رسم خريطة لشبكة الأنفاق التابعة للمقاومة، لكن رادارات الأشعة تحت الحمراء الخاصة بها يمكن أن تكتشف بصمات الحرارة للأشخاص الذين يدخلون أو يخرجون من الأنفاق من فوق الأرض، حسبما قال المسؤولون.