تحليلات واراء

مرتزقة الإعلام المصري يحرضون على منع التبرعات لإعادة إعمار غزة

في تساوق صارخ إطار حملة ممنهجة تطلقها دولة الاحتلال الإسرائيلي بهدف تجفيف منابع التبرعات لصالح غزة المكلومة، أقدم مرتزقة الإعلام المصري على التحريض لمنع التبرعات لإعادة إعمار غزة.

فقد أعلن الإعلاميان المصريان إبراهيم عيسى وعمرو أديب عن رفضهما التبرع لإعادة إعمار غزة بعد العدوان الأخير، محرضين بذلك على عدم دعم جهود إعادة الإعمار لسكان القطاع المتضررين.

وجاءت تصريحاتهما في وقت يشهد فيه الشارع الفلسطيني والعربي مناشدات مكثفة لتوفير المساعدات الإنسانية وإعادة بناء ما دمرته الحرب.

وفي خطاب حديث له، تساءل الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي حول استعداد المصريين للمساهمة في إعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى حجم الدمار الكبير في القطاع، حيث دُمرت حوالي 70% من المباني وغُمرت الشوارع بالركام والأنقاض.

ومع ذلك، اختار إبراهيم عيسى وعمرو أديب تصوير الموضوع بطريقة سلبية، محاولين تصوير المساهمة في إعادة الإعمار كمسؤولية غير عادلة تجاه المصريين.

ففي مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، صرح إبراهيم عيسى قائلًا: “لا لن أتبرع لغزة، نشارك بتبرعنا في إعادة تعمير القطاع”، مضيفًا آراءً تثير الانقسام بين الشعوب العربية حول التضامن مع الفلسطينيين.

أما عمرو أديب فقال: “انت يجب أن تساند غزة، ايه بقى اللي يخلينا نتبرع ليه حد يطلع يقول لي”.

وقد زعم الإعلاميان أن الوضع الاقتصادي للمصريين يعيقهم عن تقديم أي دعم، مشيرين إلى فروق كبيرة في مستوى الدخل بين المصريين والفلسطينيين.

وقال عيسى إن “اللي يعوزه الفقير المصري يحرم على الفقير والأطفال في غزة”، في محاولة لتبرير موقفه السلبي وتحويل المسؤولية عن معاناة الفلسطينيين إلى الداخل المصري.

ويأتي هذا الخطاب في وقت حرج، إذ يحتاج قطاع غزة إلى دعم عاجل لإعادة بناء المدارس والمستشفيات والبنية التحتية الأساسية، بعد أن دُمّر معظمها جراء الغارات الإسرائيلية. وتؤكد المنظمات الإنسانية أن التلكؤ في تقديم المساعدات يزيد من معاناة السكان ويؤخر التعافي الاقتصادي والاجتماعي للقطاع.

وقد أثارت تصريحات مرتزقة الإعلام المصري غضب عدد من النشطاء الفلسطينيين والعرب على حد سواء، الذين اعتبروا أن مثل هذه المواقف تسهم في “إدامة المعاناة” وتفقد القيم الإنسانية في أوقات الأزمات.

وأشار البعض إلى أن الإعلام يجب أن يكون داعمًا لحقوق الفلسطينيين وإعادة الإعمار بدلًا من تبني خطاب تحريضي يقلل من التضامن العربي.

كما انتقد مراقبون محاولة الإعلاميين استخدام المقارنة الاقتصادية بين مصر وفلسطين لتبرير رفضهم التبرع، معتبرين أن التضامن الإنساني لا يجب أن يُقاس بالدخل الفردي، بل بواجب الأخوة والتضامن بين الشعوب، خصوصًا في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعانيها سكان غزة.

وكانت المنظمات الإنسانية دعت إلى تعزيز حملات جمع التبرعات على المستويين المحلي والدولي، معتبرة أن المواقف التحريضية من الإعلاميين لا تمثل الرأي العام المصري ولا تقف أمام حاجة الفلسطينيين الملحة.

كما شددت على أن إعادة إعمار غزة مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود العربية والدولية، وأن أي محاولة لتقويض هذا التضامن تعتبر أخلاقية وسياسية بامتياز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى