محمود عباس يترك شعبه يحترق ويهرول للمتاحف
بينما تتواصل في القاهرة محادثات فلسطينية حاسمة حول مستقبل غزة ومرحلة “اليوم التالي للحرب”، كان رئيس السلطة محمود عباس حاضرًا لحضور افتتاح المتحف المصري الكبير، وهذا التزامن يعكس الفجوة بين ما يراه المسؤولون أولوية، وما يحتاجه الشعب الفلسطيني على الأرض بعد الحرب الأخيرة.
ورغم التصريحات السابقة أمام البرلمان التركي قبل أشهر بأنه قرر زيارة غزة، لم يظهر أي تحرك فعلي على الأرض، في مؤشر واضح على أن كلامه لا يترجم إلى أفعال، وأن مصالحه ومصالح المقربين منه أولوية أعلى من شعبه ووطنه.
إدارة غزة
وفي ذات السياق، تركزت المباحثات في القاهرة على تشكيل لجنة لإدارة الشؤون المدنية في غزة بعد الحرب، بهدف ضمان مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية.
لكن السلطة الفلسطينية حاولت فرض أسماء مقربة لها في اللجنة، وتسعى لاستعادة نفوذها السياسي والإداري في القطاع، فيما شددت القاهرة على أن الإدارة الفعلية ستكون من نصيب قيادات محلية صامدة خلال الحرب، على أن يقتصر دور السلطة الفلسطينية على الجانب الشرعي فقط.
ولم تقتصر محاولات السلطة على الإدارة فقط، بل سعت أيضًا للسيطرة على إدارة أموال الإعمار والدعم الدولي، وهو ما رفضته القاهرة.
وأكدت القيادة المصرية أن مهام التنسيق وجلب التمويل ستبقى من اختصاصها لتجنب تحويل الأموال إلى أداة ابتزاز سياسي أو وسيلة للفساد، وهو أمر يعكس الصراع بين مصالح السلطة واحتياجات غزة.
وأحد أبرز نقاط الخلاف هو ملف سلاح المقاومة، حيث أن السلطة أبدت موقفًا متوافقًا مع المطالب الإسرائيلية والأمريكية بمطالبة “نزع سلاح حماس”، بينما شددت الفصائل على أهمية الحفاظ على سلاح المقاومة كخط دفاع رئيسي للقطاع، مع التأكيد على أن أي ترتيب إداري أو مالي يجب أن يتم ضمن تفاهم وطني شامل يضمن مشاركة جميع الأطراف.
محمود عباس يهرول للمتاحف
بينما يشارك عباس في افتتاح المتحف المصري الكبير، تدور على بُعد كيلومترات قليلة مفاوضات حاسمة حول مستقبل غزة وإعادة إعمارها، وهذا التباين يوضح فجوة الأولويات بين الظهور الإعلامي والبروتوكولات الرسمية من جهة، واحتياجات الشعب الفلسطيني الفعلية من جهة أخرى.
ويأتي هذا التباين في وقت يُترك فيه الضفة الغربية للمستوطنين، فيما عباس منشغل بالفعاليات، متناسياً شعبه ووطنه، ومفضلاً مصالح أبنائه ومحيطه المقرب على حساب فلسطين.
وفي المقابل، غزة بعد عامين من حرب إبادة تعاني من دمار شامل، نقص حاد في الخدمات الأساسية، أزمة مياه وغذاء، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية، بينما السلطة الفلسطينية لا تظهر إلا عند الحديث عن أموال الإعمار وإدارة النفوذ المالي، تاركة سكان القطاع يعانون دون أي دور حقيقي لها.
ولم تتوقف السلطة عن التخلي عن الشعب عند هذا الحد، فقد تخلت أيضًا عن الأسرى المحررين، إذ تم إبعادهم إلى القاهرة، وكان من المقرر أن يزورهم وفد من حركة فتح، لكنه فضل بطاقات الـVIP، مما يعكس تجاهل السلطة الكامل لمعاناة الفلسطينيين.





