الداخلية في غزة تطلق حملة أمنية ضد عصابات لصوص شاحنات المساعدات
كشفت مصادر في وزارة الداخلية في غزة عن إطلاق حملة أمنية ضد عصابات لصوص شاحنات المساعدات الواردة إلى القطاع والتي ثبت أنها تحظى بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المصادر في وزارة الداخلية لقناة الأقصى المحلية إن أكثر من 20 فردا من عصابات لصوص شاحنات المساعدات قتلوا في عملية أمنية نفذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية.
وأكدت المصادر أن العملية الأمنية اليوم لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل أمني موسع تم التخطيط له مطولا وسيتوسع ليشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات.
وشددت على أن الأجهزة الأمنية ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص.
القضاء على ظاهرة سرقة المساعدات
وذكرت المصادر أن الحملة الأمنية لا تستهدف عشائر بعينها وإنما تهدف للقضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وتسببت في بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة.
وأضافت أن الأجهزة الأمنية تفخر بالعشائر الفلسطينية شرق رفح، وإن انجرار بعض أفرادها لمخططات السرقة لن يسيء لتاريخ هذه العائلات التي قدمت مئات الشهداء المقاومين.
وبحسب المصادر ذاتها فإن الأجهزة الأمنية رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال الإسرائيلي في تغطية أعمالها وتوجيه مهامها، وتوفير غطاء أمنيا لها من قبل ضباط جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك”.
كما أكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة وضعت الفصائل الفلسطينية في مخطط العملية ضد لصوص شاحنات المساعدات الإنسانية، وحظيت بمباركة وطنية واسعة.
وقبل أيام أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية في تحقيق لها أن “الهجمات المسلحة على المساعدات الإنسانية في غزة من عصابات لصوص تتم تحت أعين قوات الجيش الإسرائيلي، وعلى مسافة مئات الأمتار قرب الجنود”.
وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي ضالع في عمليات النهب، إذ يطلق الجنود النار إذا كان المسلحون يتبعون لوزارة الداخلية في غزة، ولا يتزحزحون من أماكنهم إذا كان الملثمون تابعين لعصابات تعرفها القوات الإسرائيلية، كما أن الجنود لا يمانعون جباية إتاوة من شاحنات المساعدات الإنسانية.
وفي السياق أكدت الأمم المتحدة ووكالاتها الإغاثية أن مسلحين في غزة يوقفون نقل المساعدات إلى داخل قطاع غزة ويطلقون النار على إطارات الشاحنات ويطلبون من السائقين دفع رسوم مرور بقيمة 5 آلاف دولار، ومن يرفض يتعرض للاختطاف أو نهب المساعدات الإنسانية.
وكشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) أن قافلة من 109 شاحنات مساعدات تعرضت للسرقة في غزة يوم 16 الشهر الجاري ما أدى إلى فقدان 98 شاحنة.
فيما صرح رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة جورجيوس بتروبولوس بأن أعمال النهب لشاحنات المساعدات “تفاقمت بشدة مؤخرا، إذ تمت سرقة ثلاثة أرباع البضائع الموجودة على الشاحنات التي دخلت إلى قطاع غزة ومن ثم تباع المعونات بمبالغ باهظة في السوق السوداء”.
وفي ظل سرقة المساعدات لم تعد المعونات تصل إلى النازحين، وباتت تباع في الأسواق المحلية، ويظهر جلياً انتشار كراتين إغاثية مكتوب عليها مساعدات مقدمة من الأمم المتحدة وغير مخصصة للبيع، لكنها تباع بزيادة تصل إلى 1050 في المئة عن سعرها الأصلي.