معالجات اخبارية
أخر الأخبار

“بئر الموت”.. محور نتساريم يكشف جريمة جديدة

في واحدة من أبشع المشاهد التي خلّفها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، كشف أحد المواطنين عن تفاصيل مرعبة لبئر تحوّل إلى مقبرة جماعية على أطراف محور نتساريم، حيث تفوح رائحة الموت، وتتكشف جريمة جديدة تضاف إلى سجل الإعدامات الميدانية بحق المدنيين الفلسطينيين.

بئر الموت في محور نتساريم

وقال أحد الشهود العيان ممن تواجدوا في المنطقة إنهم صُدموا حين لاحظوا رائحة كريهة تنبعث من بئر قرب وادي غزة، مشيرًا إلى أن فوهة البئر مستوية تمامًا مع سطح الأسفلت، مما جعله يبدو لأول وهلة كأنه فتحة عادية.

وأضاف الشاهد: “طول البئر يتراوح بين 20 و25 مترًا، لكن ما اكتشفناه في قاعه كان يفوق الخيال. على عمق البئر، ظهرت جثث حديثة العهد، تبدو عليها آثار الطلقات النارية، إلى جانب بقايا بشرية متحللة تعود لفترات سابقة”.

وتابع: “كنا نركض باتجاه مركز توزيع مساعدات قرب محور نتساريم حين سقط أحد الشبان فجأة داخل البئر، واختفى تمامًا عن الأنظار. توقفنا مصدومين، وبدأنا في مناداته، لكن لم نتلق أي استجابة. وبعد حوالي ربع ساعة، سمعنا أخيرًا صوته خافتًا يصدر من أعماق البئر، ففهمنا أنه لا يزال على قيد الحياة”.

وأوضح الشاهد أن الشاب المفقود وقع فوق الجثث الطازجة، وأصيب بحالة فقدان للوعي من هول المشهد، بينما سقط الآخر فوق بقايا عظام وهياكل قديمة.

ويضيف: “بحثنا عن وسيلة لإنقاذه وسط حالة من الذهول. قطعنا كابلات سوداء من أعمدة الكهرباء المقصوفة وربطناها معًا لإنزالها إلى القاع. استجاب الشاب وأمسك بالكابل، وتمكّنا من سحبه إلى السطح وهو في حالة حرجة”.

واختتم الشاهد حديثه قائلاً:”نقلناه مباشرة إلى مستشفى الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، حيث لا يزال في العناية المركزة. لكن ما رأيناه في ذلك البئر لا يمكن أن يُنسى… إنها مجزرة مدفونة في باطن الأرض”.

وحشية الاحتلال في محور نتساريم

وتأتي هذه الجريمة في سياق سياسة ممنهجة يتبعها جيش الاحتلال الإسرائيلي لإخفاء آثار جرائمه عبر الإعدامات الميدانية ودفن الجثث في مواقع غير معروفة، خاصة قرب ممرات توزيع المساعدات.

وقد حذّرت تقارير حقوقية خلال الأسابيع الماضية من تحوّل منطقة محور نتساريم إلى ساحة للقتل الصامت، وسط صمت دولي وتواطؤ مؤسسات دولية تروج لنقاط توزيع “آمنة”.

وفي بيان رسمي صدر أمس الثلاثاء 24 يونيو 2025، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن حصيلة صادمة للضحايا من المدنيين الذين قضوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية من مراكز تُدار تحت إشراف أمريكي وإسرائيلي، وهي المواقع التي تحولت إلى ما يصفه الأهالي بـ”مصائد الموت”.

ووفق الإحصائية، فقد ارتفع عدد الشهداء إلى 516، فيما أصيب 3799 شخصًا بجراح متفاوتة، ولا يزال 39 آخرون في عداد المفقودين.

وهذه الأرقام تعكس فداحة الجريمة التي ترتكب بحق المدنيين المحاصرين، وتعيد التأكيد على أن ما يجري في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية، بل عملية ممنهجة لتجويع الناس وقتلهم تحت ستار تقديم المساعدات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى