معالجات اخبارية

رائد الصوفي من ضابطٍ فاسد إلى مرتزق يخدم عصابة أبو شباب

في خضمّ الحديث عن عصابة العميل ياسر أبو شباب وشبكات الارتزاق المرتبطة بها، يبرز اسم رائد الصوفي كأحد أكثر الأسماء إثارةً للجدل، بعدما تحوّل من عنصر أمني مفصول إلى أحد الأذرع النشطة داخل التنظيم، موظفًا تاريخه الطويل في الفساد والاحتيال لخدمة أجنداتٍ إسرائيلية مشبوهة.

من هو رائد الصوفي

اليوم، يُعتبر رائد الصوفي أحد أبرز المرتزقة العاملين إلى جانب العميل ياسر أبو شباب، مستفيدًا من خبرته في التسلل داخل المؤسسات واستغلال النفوذ، غير أن ما يراه البعض انحرافًا أخلاقيًا، هو في الحقيقة امتداد طبيعي لمسيرةٍ غارقة بالفساد والانحطاط المهني بدأت قبل أكثر من ربع قرن.

وينحدر الصوفي من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وقد التحق في أواخر التسعينيات بجهاز البحرية الفلسطينية، قبل أن يُفصل سريعًا عام 1998 إثر تورطه في سرقة معدات عسكرية، هذه الواقعة كانت أول سقوطٍ علني له، وأول مؤشرٍ على شخصيته المتلاعبة والطامعة.

ورغم هذه الفضيحة، عاد الصوفي إلى صفوف الأمن بوساطة من خاله أبو خالد الصوفي، أحد مسؤولي التنظيم والإدارة، الذي استخدم نفوذه لإلحاقه بـ”الاستخبارات العسكرية” في أريحا، لكن وجوده هناك لم يدم طويلًا، إذ تورط في قضايا نصب واحتيال أدت إلى سجنه، قبل أن يُنقل لاحقًا إلى نابلس.

العميل رائد الصوفي

في نابلس، تفاقمت انحرافاته وتوسعت دائرة فضائحه، حتى صار معروفًا بسوء سمعته بين عناصر الأمن والمواطنين، وتكررت اعتقالاته على خلفية سلوكيات أخلاقية مشينة، قبل أن يُفصل نهائيًا من الجهاز العسكري بقرار حاسم، أنهى رسميًا مسيرته الأمنية، لكنه لم ينهِ فساده.

فقد حاول الصوفي بعد ذلك العودة بطرق ملتوية، مقدّمًا نفسه عام 2002 كمرافقٍ لوزير الصحة الراحل رياض الزعنون، في محاولةٍ لتبييض صورته واستعادة مكانته. إلا أن الشكوك التي أحاطت به دفعت حركة فتح إلى التحقيق معه.

وخلال التحقيق، اعترف الصوفي بارتباطه المباشر بالمخابرات الإسرائيلية، عبر امرأة من نابلس كانت تعمل وسيطة لنقل المعلومات، لاحقًا، أُعدمت تلك المرأة في قلقيلية بعد إثبات تورطها، فيما صدر حكم بالإعدام بحق الصوفي نفسه.

لكن تدخلاً من الاستخبارات العسكرية أنقذه، بعد صفقة داخلية تم بموجبها نقله سرًّا إلى غزة مقابل إسقاط الحكم، حفاظًا على “سمعة الجهاز”، ليُطوى الملف دون تنفيذ العقوبة.

واليوم، يُعدّ رائد الصوفي أحد المطلوبين لأجهزة أمن المقاومة في غزة بعد انكشاف تورطه في العمالة للاحتلال الإسرائيلي وضلوعه في قضايا فساد وانحراف، إلى جانب نشاطه ضمن عصابة العميل ياسر أبو شباب.

وبحسب مصادر أمنية، فإن دمه مهدور بحكم الخيانة، بعد أن تحوّل إلى أداة بيد الاحتلال يستغلها في تنفيذ أجندات تستهدف أمن المقاومة واستقرار المجتمع الغزّي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى