“محاولة نجاة” مبادرة مشبوهة تُغذي مشروع التهجير القسري في غزة

في الوقت الذي يسعى فيه الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر إلى تفريغ قطاع غزة من سكانه، ظهرت مبادرة تُعرف باسم “محاولة نجاة”، تقدم نفسها بواجهة شعبية وإنسانية، لكنها عمليًا تشكل أداة لشرعنة التهجير القسري، بقيادة ناشط معروف بتشجيعه على الخروج الجماعي من القطاع، ما يجعل دوره مشبوهًا ومرفوضًا من المجتمع الفلسطيني.
حملة “محاولة نجاة”
ويقود المبادرة خالد أبو سلطان، ناشط ومذيع سابق من غزة، يستخدم معاناته الشخصية كغطاء لتسويق فكرة الخروج من القطاع، ويعمل على تعبئة السكان لتقبل فكرة التهجير القسري تحت غطاء إنساني.
وأسس مجموعة واتساب باسم “محاولة البقاء” لتبادل المعلومات حول سبل مغادرة غزة، مساهماً بشكل مباشر في دفع السكان للرضوخ لمخططات الاحتلال، رغم أن المبادرة تعلن أنها مساحة ذاتية التنظيم لا تتبع أي جهة سياسية أو منظمة غير حكومية رسمية.
أهداف حملة “محاولة نجاة”
وتُعلن حملة “محاولة نجاة” أنها مساحة ذاتية التنظيم تهدف إلى تبادل المعلومات حول سبل مغادرة قطاع غزة، وسط واقعٍ معقد يفرض قنوات خروج شديدة التضييق والتكلفة.
وتشير تقارير الحملة إلى أن فرص الخروج من القطاع تقتصر على عدد محدود من الحالات، كحاملي الجنسيات المزدوجة والمرضى الحرجين، حيث يضطر البعض لدفع مبالغ مالية كبيرة تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات.
ورغم المعاناة الحقيقية التي يعيشها سكان غزة جراء الحصار والحرب، إلا أن هذه المبادرة لا تقتصر على محاولة التخفيف من هذه المعاناة، بل تتحول إلى أداة تستخدم لتسريع التهجير القسري لسكان القطاع، عبر استغلال الأوضاع تحت غطاء يبدو شعبياً وإنسانياً، لكنه يخدم مخططات الاحتلال.
وتثير هذه الحملة مخاوف جدية من كونها تساهم في تفتيت النسيج الوطني الفلسطيني، وتسهل خروج السكان من قطاع غزة ضمن مسارات مكلفة ومحدودة، مما يفاقم معاناة الأهالي ويزيد من هشاشة الوضع السكاني في القطاع.
“ريفييريا غزة” وتعزيز التهجير القسري
وتزامن إطلاق “محاولة نجاة” مع خطة نتنياهو المعروفة بـ”ريفييريا غزة” التي تستهدف تفريغ القطاع من سكانه، يؤكد أن هذه المبادرة ليست سوى امتداد ناعم لمشروع الاحتلال الهادف إلى تهجير الفلسطينيين بشكل قسري.
ويحذر مراقبون من أن دعم هذه المبادرات يعزز تفتيت النسيج الوطني الفلسطيني، ويعمل على تفريغ غزة من سكانها تحت غطاء شعبي وإنساني، لكنه في الجوهر تهجير ممنهج يهدد الهوية الفلسطينية.
ويُعد دور خالد أبو سلطان والقائمين على حملة “محاولة نجاة”، عاملاً رئيسياً في تسهيل تنفيذ مخططات التهجير والاقتلاع، مما يضعهم تحت طائلة المسؤولية الشعبية والأخلاقية لما يسببونه من إضعاف النسيج الوطني الفلسطيني وتقويض تماسكه.