أكد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات أن السلطة الفلسطينية تورطت في كارثة وطنية غير مسبوقة من خلال هجومها على مخيم جنين تحت مسمى حملة “حماية وطن”.
وأوضح أن السلطة تخسر على كافة المستويات؛ فإما أن تفقد مبرر وجودها بفشلها الأمني أو تفقد ثقة الشعب بدورها الوطني.
وأكد أن حيادها السلبي انتهى بإطلاق الرصاصة الأولى، مما أوقعها في مأزق كبير.
وأضاف عبيدات أن هذه الأحداث سيكون لها تداعيات كارثية على الشعب الفلسطيني بأكمله، حيث يخدم هذا الصراع الداخلي الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، مما يتطلب تدخلاً فورياً من جميع الفصائل والقوى الوطنية لإنهاء الفتنة وحماية المخيم من مزيد من الانهيار.
وأشار إلى أن مخيم جنين كان دائماً رمزاً للنضال الفلسطيني وقدم تضحيات جسيمة، معتبراً أن معالجة الأخطاء تتطلب حواراً مباشراً وليس ردود أفعال متشنجة تزيد الأمور تعقيداً.
القدس تحت التهديد
واتهم خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري السلطة الفلسطينية بالتخلي الكامل عن مدينة القدس، مؤكداً أن الاحتلال يمنع أي نشاط للسلطة داخل المدينة، مما جعلها وحيدة في مواجهة التصعيد الإسرائيلي المتزايد.
وأشار الشيخ صبري إلى أن المسجد الأقصى يتعرض لانتهاكات خطيرة شملت السماح للمستوطنين بأداء طقوس دينية داخل باحاته ومحاصرة المصلين المسلمين، خاصة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.
وأضاف أن حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة تمنح الشرطة صلاحيات واسعة لمنع دخول المسلمين، بينما تشجع المستوطنين على اقتحام المسجد في مناسبات دينية استفزازية.
الصراع الداخلي يزيد المعاناة
وعبّر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح عن قلقه العميق من الأحداث في مخيم جنين، مؤكداً أن الصدام بين أجهزة الأمن الفلسطينية والمقاومة يعمق الفجوة بين الشعب والسلطة في وقت يتطلب الوحدة والتماسك لمواجهة الاحتلال.
ودعا التيار إلى البحث عن حلول بعيدة عن العنف المسلح والاشتباكات الداخلية، مشدداً على أن استمرار الصراع يخدم الاحتلال، الذي يواصل الإبادة في غزة والاستيطان في الضفة ومحاولات تهويد القدس.
مسيرة السلطة في الخليل
وانتقد صحفيون من غزة المسيرة التي نظمتها حركة فتح في الخليل تأييداً لعملية السلطة في جنين، معتبرين أنها تجردت من الإنسانية والانتماء الوطني.
وأشاروا إلى أن المسيرة تجاهلت آلاف الشهداء وتدمير غزة المتواصل، مما أثار استياء واسعاً في الشارع الفلسطيني.