إبراهيم العرجاني يسيطر على قوافل غزة ويعطل وصول المساعدات للمدنيين

تتواصل أزمة دخول المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية إلى قطاع غزة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، وسط اتهامات فلسطينية ومصرية للجانب الإسرائيلي باستغلال عمليات التفتيش لفرض عراقيل سياسية واقتصادية.
وفي ظل هذه الأزمة، يبرز إبراهيم العرجاني كرجل أعمال بارز يسيطر على جزء كبير من عمليات النقل، مستفيداً من علاقاته الوثيقة بالسلطات المصرية، وهو ما أثار انتقادات واسعة باعتباره يستغل الأزمة لتحقيق مصالحه الشخصية على حساب المدنيين المحتاجين في غزة.
إبراهيم العرجاني وحركة الشاحنات
ووفق مصادر إعلامية، تتولى شركة “أبناء سيناء”، التي يرأسها إبراهيم العرجاني، تجهيز وتغليف ونقل الطرود الغذائية والمساعدات لصالح المؤسسات الدولية وبعض الدول العربية، متجاوزة شركات مصرية أخرى، مقابل ميزانيات كبيرة.
ويشير المصدر إلى أن سيطرة إبراهيم العرجاني على هذه العمليات تمنحه القدرة على التحكم الانتقائي بدخول البضائع، أحياناً بما يخدم مصالحه الشخصية، وأحياناً مصالح الاحتلال الإسرائيلي، مما يعطل وصول المساعدات الحيوية إلى السكان الأكثر حاجة.
شركات التأمين والمسلحون
وتتولى شركة “الأقصى للتأمين” التابعة للجنة المصرية نقل وتأمين البضائع من معبر كرم أبو سالم، مع احتفاظها بعدد كبير من المسلحين لتنفيذ مهام التأمين، وتشغيل مجموعات حماية في المناطق المحظورة بمدينة رفح، والسيطرة على مقار استراتيجية في المواصي، ما يعكس نفوذ إبراهيم العرجاني الواسع على الحركة التجارية والإنسانية داخل غزة، واستغلاله للأزمة لتعزيز سلطته الشخصية على الأرض.
وفي الوقت نفسه، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض العراقيل، مستغلة حجة ضبط بضائع ممنوعة مثل السجائر والمعسل، لتعطيل دخول قوافل كاملة، بينما تُسمح أحياناً بدخول بضائع لتجار محددين، مما يعكس تلاعب الاحتلال بالآليات الاقتصادية والسياسية، ويزيد من معاناة السكان الفلسطينيين.
جهود مصرية محدودة في مواجهة الأزمة
وتؤكد السلطات المصرية استمرار جهودها لتسهيل دخول المساعدات عبر قوافل “زاد العزة”، إلا أن ما يتم تنفيذه فعلياً لا يتجاوز 50–55% من الشاحنات المقررة، فيما يُعاد عدد كبير منها لأسباب وُصفت بـ”ملفقة وعشوائية”.
ورغم بعض الجهود المصرية لتسهيل دخول المساعدات، يستمر التلاعب بالعراقيل الاقتصادية والسياسية الذي يشترك فيه الاحتلال الإسرائيلي وإبراهيم العرجاني، ما أدى إلى ندرة السلع الأساسية وارتفاع حالات سوء التغذية وموت عشرات الفلسطينيين جراء الجوع والحصار المستمر، في ظل استغلال العرجاني للأزمة لتحقيق مكاسب شخصية وتأثيره المباشر على حياة المدنيين.