معالجات اخبارية
أخر الأخبار

الدور الخفي للسلطة في استهداف مقاومي الضفة الغربية

في نهاية أغسطس الماضي، اغتالت إسرائيل القائد السابق لكتيبة طولكرم، المعروف بـ”أبو شجاع”، في عملية تفاخر الاحتلال بإنجازها، إلا أن اغتيال هذا المقاوم لم يكن فقط برصاص الوحدات الخاصة الإسرائيلية، بل سبقته حملة دعاية ممنهجة نفذتها منصات إعلامية محسوبة على السلطة الفلسطينية وحركة فتح، واصفةً إياه بـ”الخارج عن القانون” و”الجاسوس” و”سارق الأموال”.

ونشرت إحدى المنصات التابعة لأجهزة أمن السلطة خبر زائف عن “مطالبات شعبية باعتقال المدعو أبو شجاع”.

الدعاية السوداء

ولم تكتفِ السلطة الفلسطينية بمحاولة تشويه سمعة أبو شجاع قبل اغتياله، بل استمرت هذه الدعاية في استهداف المقاومين في أماكن أخرى، أبرزها مدينة جنين.

ووُظفت منصات إعلامية وأذرع أمنية لمهاجمة المقاومين، ووصْفهم بـ”الخارجين عن القانون”، بهدف تقويض الحاضنة الشعبية لهم ونزع الصفة الثورية عنهم.

 مخطط مشترك مع الاحتلال

ومع بدء العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين، رافقته حملة إعلامية منظمة من قبل السلطة الفلسطينية، حيث اتهمت هذه الحملة المقاومين بـ”الهروب من المخيم”، إلا أن مصادر مطلعة من داخل المخيم كشفت لـ”شبكة قدس” أن قرار انسحاب المقاومين من المخيم جاء نتيجة اتفاق مسبق مع السلطة، تفادياً للاشتباكات وحقناً للدماء.

رغم هذا، استمرت أجهزة السلطة في ملاحقة المقاومين، حيث كثّفت عملياتها في ريف جنين، بالتزامن مع حملة الاحتلال العسكرية داخل المخيم، ما يُظهر تنسيقاً ضمنياً لتحقيق هدف مشترك وهو إنهاء حالة المقاومة في جنين.

الدور الخفي للسلطة

وكشفت مصادر من العلاقات العامة في أحد أجهزة أمن السلطة عن اجتماع موسع حضره الناطق باسم الأجهزة الأمنية، أنور رجب، مع صحفيين ومنصات إعلامية محسوبة على السلطة.

خلال الاجتماع، وُضعت خطة إعلامية للتركيز على تدمير البنية التحتية في جنين ونشر صور وفيديوهات تُظهر اعتقال المقاومين وإذلالهم، بهدف منع التعاطف الشعبي معهم.

ونشرت منصات محسوبة على السلطة مشاهد مهينة لمقاومين أُجبروا على أكل التراب وأُلقوا أرضاً في ظروف مشابهة لاعتقالات الاحتلال في غزة.

غضب شعبي يُفقد السلطة مصداقيتها

ورغم محاولات السلطة تبرير أفعالها، تزايدت مشاهد الغضب الشعبي، وكان أبرزها طرد محافظ جنين من بيت عزاء مقاومين في بلدة قباطية.

ولم تكتفِ السلطة بحملتها الإعلامية، بل نشرت منصاتها صوراً تُظهر محاصرة مقاوم داخل مبنى في البلدة ذاتها.

وهذا المشهد، وفق مراقبين، يعكس الفجوة المتزايدة بين السلطة والشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى