
في مشهد يعكس فشل حكومة الاحتلال، تسلمت إسرائيل، صباح الخميس، جثامين أربعة أسرى إسرائيليين من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ضمن الدفعة السابعة من صفقة “طوفان الأحرار”.
وأفادت صحيفة “هآرتس” العبرية بأن التوابيت التي وصلت اليوم إلى إسرائيل تحمل ما وصفته بـ “جثث الإهمال”، مشيرةً إلى أن الإهمال لم يكن فقط خلال أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بل استمر في الأشهر التالية عندما قرر نتنياهو القتال بدلًا من إنقاذ أسراه.
انتقادات إسرائيلية لنتنياهو
اعترف يتسحاق هرتسوغ، رئيس دولة الاحتلال، بفشل الحكومة في استعادة الأسرى أحياءً، قائلاً: “نعتذر… لم نقم بواجبنا في إعادتهم أحياء”.
وتساءلت عضو الكنيست ميراف كوهين : “كم عدد الذين سيقتلون أيضًا بسبب مصالح نتنياهو السياسية والائتلافية؟”
وكتب الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت في “معاريف”: “لا مفر من قول ذلك بصوت عالٍ: بنيامين نتنياهو شخص فظيع. في الوقت الذي يعود فيه 4 أسرى في توابيت، يهاجم نتنياهو قادة الجيش ويلقي باللوم على الآخرين”.
عائلات الأسرى: “تأخرنا كثيرًا”
وعلقت ابنة الأسير الإسرائيلي أوهاد بن عامي: “هذا اليوم يثبت أننا فشلنا، وصلنا متأخرين”.
واحتجوا مستوطنون من مستوطنة “نير عوز”: “كان أمامنا أشهر لإعادتهم، لماذا تأخرنا؟ نحن بحاجة إلى لجنة تحقيق شاملة”.
وقال والد الجندي الإسرائيلي الأسير تامير نمرودي لإذاعة جيش الاحتلال: “يجب الإسراع في تنفيذ المرحلة الثانية من الصفقة، وليس المماطلة أكثر”.
الاحتلال قتل أسراه بنفسه
وأكدت المقاومة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي قتل أسراه خلال قصفه المتعمد لأماكن احتجازهم في غزة، وأنه كان بالإمكان عودة شيري بيباس وطفليها كفير وأرئيل أحياءً لولا استهداف المنزل الذي كانوا محتجزين فيه بصاروخ أطلقته طائرات إف-16.
ونشرت كتائب القسام منصة التسليم وعليها صور الأسرى القتلى، مع عبارة: “قتلهم مجرم الحرب بنيامين نتنياهو”.
ومن المتوقع أن يلعب تقرير الطب الشرعي الإسرائيلي، الذي سيحدد الجهة المسؤولة عن مقتل الأسرى، دورًا مهمًا في مستقبل نتنياهو السياسي، وسط اتهامات واسعة له بأنه السبب في مقتلهم بسبب رفضه صفقات التبادل السابقة.
وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بيانًا أكدت فيه أن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، حرصت خلال تسليم الجثامين على احترام حرمة الموتى ومراعاة مشاعر عائلاتهم، رغم أن “جيش الاحتلال لم يراعِ حياتهم وهم أحياء”.
كما شددت على أن حكومة الاحتلال، بقيادة نتنياهو، حاولت مرارًا عرقلة تنفيذ صفقة التبادل، متجاهلة مصير أسراها.