معالجات اخبارية
أخر الأخبار

معتز عزايزة.. من توثيق المجازر إلى مهاجمة الشهداء وتبرئة الاحتلال

تحول الناشط الفلسطيني معتز عزايزة، الذي برز في بداية الحرب كمصور يوثق مشاهد الدمار في غزة، إلى أحد أبرز الأصوات المحرّضة على المقاومة والمتنكّرة لتضحيات الشهداء، بعد أن غادر القطاع بتسهيلات من السلطة الفلسطينية.

ولم يمضِ وقت طويل على خروجه حتى استخرج جواز سفر أجنبي عبر شركة خاصة مقرها دبي، ليبدأ بعدها فصلاً جديداً من الانفصال عن قضيته، والارتزاق على حساب تضحيات أبناء شعبه.

من هو معتز العزايزة؟ 

معتز عزايزة هو ناشط فلسطيني من مواليد عام 1998 في مخيم دير البلح وسط قطاع غزة. درس في جامعة الأزهر بمدينة غزة، حيث تخصّص في اللغة الإنجليزية والترجمة.

وبدأ نشاطه الإعلامي كمصوّر صحفي خلال الحروب الإسرائيلية على غزة، وبرز عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال توثيقه لمشاهد القصف والدمار، قبل أن يتحوّل إلى شخصية مثيرة للجدل بعد مغادرته غزة في نهاية عام 2023، حين بدأ بتبني خطاب معادٍ للمقاومة، ومهاجمة أهالي الشهداء، متماهياً مع رواية الاحتلال وأجهزة أمن السلطة.

من غزة إلى جواز سفر كاريبي

وفي وقت يُحاصر فيه أكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة تحت نيران القصف والمجاعة، ظهر معتز عزايزة في صور متباهياً بحصوله على جواز سفر كاريبي يتيح له التنقل حول العالم، بعيداً عن المأساة التي تعصف بأبناء شعبه.

ولم يتردد عزايزة في مغادرة غزة، حيث غادر بتسهيلات مشبوهة تنطوي على تعاون مع جهات في السلطة وأطراف خارجية، متخليًا عن موقعه كناقل لمعاناة شعبه.

وفي واحدة من أكثر تصريحاته إثارة للغضب، شن عزايزة هجوماً على أهالي الشهداء الذين يصرّحون بأن أبناءهم ارتقوا فداءً لفلسطين والمقاومة، معتبراً أن هذا النوع من الحديث “استرخاص للأرواح”، على حد تعبيره.

وكتب في تغريدة أثارت موجة غضب:”إذا لقيت حدا أرزقي جاي يصور فيك، يا ريت ما تحكي إنه شهدائنا فدا لحدا”.

التحريض على المقاومة

ولم يتوقف دور عزايزة عند الهجوم اللفظي، بل يستخدم حساباته النشطة على مواقع التواصل الاجتماعي للتحريض على المقاومة، وتحميلها مسؤولية المجازر والدمار في غزة، بما يتقاطع مع الرواية الإسرائيلية.

وتؤكد تحليلات لخطابه الرقمي أنه يعيد تدوير محتوى يتطابق مع حملات الذباب الإلكتروني التابع لأجهزة أمن السلطة، وبعضه مرتبط بوحدات استخبارات إسرائيلية مثل الوحدة 8200، التي تعمل على شن حملات نفسية لزعزعة الجبهة الداخلية الفلسطينية.

وفي تطور لافت، اتجه عزايزة لمهاجمة شخصيات وطنية بارزة مثل الدكتور مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الذي تحدث عن الدور التخريبي للإمارات في غزة.

وشارك عزايزة منشورات تحريضية على البرغوثي، وادعى أنه يتمتع بـ”تسهيلات من الاحتلال” للسفر.

ورغم أن البرغوثي عبّر عن موقف يعكس نبض الشارع الفلسطيني في رفض التطبيع، سارعت السلطة إلى التبرؤ منه، بينما اصطفت شخصيات مثل عزايزة للدفاع عن دور أبو ظبي المثير للجدل في الملف الفلسطيني.

ورغم أن عزايزة كان شاهداً على المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة قبل خروجه، إلا أنه فضل لاحقاً إنكارها أو تجاهلها، وراح يهاجم من يدافعون عن المقاومة.

وفي ظل حملته المتكررة على الإعلام المقاوم والصحفيين الميدانيين، يبرز سؤال جوهري حول دوافعه وتحولاته، وعما إذا كان يعمل ضمن أجندة مرسومة تستهدف وعي الفلسطينيين في ظل الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى