معالجات اخبارية

دعوات فلسطينية متزايدة لمقاطعة منصة “جسور نيوز” المشبوهة

الإعلام الفلسطيني في مواجهة اختراقات التطبيع والتحريض

تواصل منصة “جسور نيوز” الإعلامية المشبوهة والتي تديرها هديل عويس وتمولها الإمارات العربية المتحدة، موجة واسعة من القلق والاستنكار بين الأوساط الفلسطينية والإعلامية على حد سواء، بسبب دورها التحريضي والمشبوه الذي يتجاوز أُطر العمل الصحفي المهني إلى اختراق وعي الجمهور العربي والفلسطيني عبر خطاب مضلل يروّج للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويبرز منتدى الإعلاميين الفلسطينيين هذه المنصة كأداة دعائية إسرائيلية، ممولة إماراتيًا، تسعى لتشويه المقاومة الفلسطينية وتبرئة الاحتلال من جرائمه في غزة، محذراً من خطورة التعامل معها أو التعاطف مع خطابها الذي يشكّل تهديدًا مباشرًا لسلامة الصحفيين الفلسطينيين وسمعتهم المهنية.

ويشدد المنتدى على ضرورة مواجهة هذه المنصة وكل ما تمثله من أدوات إعلامية مشبوهة، عبر توحيد الصف الإعلامي الفلسطيني ورفض كل أشكال التطبيع الإعلامي.

كما يدعو إلى تكثيف جهود المراقبة والمحاسبة للجهات التي تقف خلف هذه المنصات التي تهدد النسيج الوطني الفلسطيني، ويحث النقابات والمؤسسات الحقوقية والإعلامية العربية والدولية على إدانة هذه الحملات التحريضية التي تستهدف الصحفيين الفلسطينيين، وتعرضهم للخطر.

تحريض مباشر

تحولت منصة “جسور نيوز” من مجرد جهة إعلامية تدّعي الحياد إلى أداة دعائية مدفوعة الثمن، تحيد عن المهنية إلى التحريض المباشر على الصحفيين الفلسطينيين في غزة.

فالمنصة لا تخدم العمل الإعلامي بقدر ما تسعى لاختراق وعي الجمهور العربي عبر الترويج لسردية الاحتلال الإسرائيلي، تحت غطاء “الصحافة المستقلة”.

وهذا التحريض يتناغم مع سياسة الاحتلال التي تستهدف تقويض مكانة الصحفيين الفلسطينيين الذين يعملون في ظروف أمنية معقدة، مما يعرض حياتهم وحرياتهم للخطر.

التمويل الإماراتي ودور شبكة “أفيخاي”

يكشف التحقيق أن تمويل “جسور نيوز” يأتي من دوائر نفوذ إماراتية، متماهية مع مصالح الاحتلال الإسرائيلي في الشرق الأوسط.

فالمنصة تعمل ضمن شبكة أوسع تُعرف بـ”شبكة أفيخاي”، التي تضم إعلاميين ونشطاء مرتبطين بشكل مباشر أو غير مباشر بأجهزة الاحتلال، ويستخدمون منابر إعلامية زائفة لنشر الرواية الإسرائيلية وتحطيم الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية.

فبركة وإعداد مقابلات مدفوعة الأجر لتشويه المقاومة

أبرز ما يلفت الانتباه هو استخدام “جسور نيوز” لتقنيات إعلامية مكثفة لفبركة مقابلات تدور كلها ضد فصائل المقاومة، حيث تُدفع مبالغ مالية سخية لمتحدثين فلسطينيين مقابل تصريحات مدبرة مسبقًا تهاجم المقاومة وتحمّلها مسؤولية الأوضاع، متجاهلة السياق السياسي والإنساني للعدوان والحصار الذي يستمر منذ سنوات طويلة.

تُظهر بعض المقاطع أطفالًا من غزة يتحدثون بلغة سياسية فوق سنهم، مما يرجح وجود تلقين أو توجيه مدروس، وهو سلوك ينتهك المبادئ الإعلامية والأخلاقية ويعيد إنتاج خطاب الكراهية الإسرائيلي.

شخصيات مثيرة للجدل وراء المنصة

يقف خلف هذه المنصة مجموعة من الإعلاميين الذين تربطهم علاقات وثيقة بشبكة “أفيخاي”، من بينهم أمين عابد وحمادة عبد الوهاب وعبد الله الحويحي، الذين يعملون على تجنيد أصوات فلسطينية لخدمة رواية الاحتلال، مستخدمين شعارات زائفة مثل “الاستقلالية” و”الحياد”.

وتؤكد الشهادات أنهم تلقوا مبالغ مالية كبيرة مقابل إعداد مقابلات وأخبار تسيء للمقاومة وتبرئ الاحتلال.

وتمارس المنصة سياسة واضحة لتبييض جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وتحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية تفاقم الأوضاع، خاصة في عرضها المضلل لسلسلة مقابلات بعنوان “لعنة الطوفان.. أكتوبر الأسود غيّر حياتي للأبد”، التي تصوّر الهجوم الإسرائيلي على غزة كنتيجة حتمية لقرارات المقاومة، متجاهلة الاحتلال والحصار المستمر منذ أكثر من 17 عامًا.

كما تروج المنصة لسردية تقول إن الضفة الغربية تمثل “واحة استقرار”، في محاولة لصنع شرخ داخلي بين الفلسطينيين، وتعزيز خيار الخضوع بدلاً من المقاومة.

الترويج للتطبيع الإعلامي وشيطنة المقاومة

إلى جانب استهداف المقاومة الفلسطينية، تتبنى “جسور نيوز” خطابًا عدائيًا تجاه فصائل المقاومة في لبنان والعراق، وتهيمن على توجيه الرأي العام العربي باتجاه اعتبار هذه الفصائل تهديدًا للأمن والاستقرار، بدلًا من كونها قوى تحرر وطني.

وهذا يعكس طبيعة المنصة كأداة إعلامية إماراتية تروّج لتطبيع العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي وتقويض الحركات المقاومة في المنطقة.

هديل عويس ودورها في صناعة خطاب التطبيع

تعد هديل عويس، الصحفية السورية التي تقيم في الولايات المتحدة، أحد أبرز وجوه هذه المنصة، والتي تدّعي الليبرالية وحقوق الإنسان، لكنها تستخدم المنصة لتمرير خطاب منحاز يخدم الاحتلال الإسرائيلي، متماهية مع السياسات الأمريكية والإماراتية المناهضة للمقاومة، ومروجة لفكرة أن الفلسطينيين “هم من يحملون أوزار نكبتهم”.

ويؤكد مراقبون أن “جسور نيوز” ليست مجرد منصة إعلامية، بل حرب نفسية مموّلة تسعى إلى تقويض المقاومة الفلسطينية داخليًا عبر تشويه وعي الجمهور وتزييف الحقائق، وترويج التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، تحت مسميات كاذبة مثل “الاستقلالية” و”الحياد”.

وفي ظل استمرار هذه الحملات التحريضية، فإن المقاطعة ورفض التعامل مع هذه المنصة المشبوهة باتت ضرورة وطنية وإعلامية للحفاظ على وحدة الموقف الفلسطيني وصون حرية الصحافة وكرامة الإعلام الفلسطيني المقاوم.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى