الجيش الإسرائيلي ومرتزقة أمريكا.. حينما تتحول الإغاثة في غزة إلى مجزرة

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن الفشل الذريع لمبادرة أميركية تُدعى “مؤسسة غزة الإنسانية”، والتي أُنشئت لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة الجائعين. غير أن المبادرة تحوّلت إلى كابوس دموي في رفح راح ضحيته أكثر من 100 فلسطيني، ما يؤكد تحوّلها من مشروع إغاثي إلى مأساة ميدانية.
الإغاثة في غزة والمجزرة
في 27 أيار/مايو، تراجع المرتزقة الأميركيون المتعاقدون مع المؤسسة عن مواقعهم في مركز توزيع المساعدات بمدينة رفح، ما أدى إلى انهيار النظام الأمني بالكامل.
وفي خضم الفوضى، فتح الجيش الإسرائيلي النار على المدنيين الفلسطينيين، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وتبادلت الجهات الأميركية والإسرائيلية الاتهامات حول ما جرى، حيث زعمت كل جهة أن سوء التنسيق هو السبب، وسط غياب أي مساءلة حقيقية عن الأرواح التي أُزهقت.
مؤسسة عديمة الخبرة في قلب المأساة
وأُسّست “مؤسسة غزة الإنسانية” في فبراير/شباط 2025 بولاية ديلاوير الأميركية، بقيادة الإنجيلي جوني مور، مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ووفق التقرير، لم يكن لدى المؤسسة أي خبرة ميدانية أو قدرة على التعامل مع واقع المجاعة الذي يطال أكثر من مليوني إنسان في غزة.
ورغم إعلانها عن خطة لإنشاء أربعة مراكز توزيع، إلا أن مركزًا واحدًا فقط كان يعمل بشكل يومي، وغالبًا لا يتجاوز وقت تشغيله 45 دقيقة بسبب نفاد الإمدادات الغذائية.
وفي ظل هذا الواقع، كان الغزيون يتوافدون منذ ساعات الفجر أملاً في الحصول على الطرود الغذائية، ليصطدموا بسوء التنظيم والفوضى.
تخبط أمني وتبادل للاتهامات
وقالت شركة “سيف ريتش سوليوشنز”، وهي الشركة الأمنية التي وفرت المرتزقة الأميركيين، إن انسحابها جاء بموجب بروتوكول لحماية الأرواح. بينما اتهمها الجيش الإسرائيلي بالتقصير، محمّلًا إياها مسؤولية انهيار الأمن في موقع التوزيع.
ورغم الكارثة، لا تزال المشاكل الأمنية والتنسيقية مستمرة، وسط غياب تام لخطة احتواء أو مراجعة للأحداث.
انتقادات دولية واستقالات داخلية
وواجهت المبادرة انتقادات لاذعة من منظمات إنسانية دولية رفضت التعاون معها، واعتبرت أنها تُعرّض حياة المدنيين الفلسطينيين للخطر.
كما استقال مدير المؤسسة احتجاجًا على غياب الحيادية والشفافية، وانسحبت شركات استشارية داعمة بعد فتح تحقيقات داخلية.
وأشار التقرير إلى أن مئات المرتزقة الأميركيين، معظمهم من القوات الخاصة، كانوا يتلقون أجرًا يوميًا يقدر بـ1000 دولار، ويقيمون في فنادق جنوب فلسطين المحتلة، بينما يُطلق الرصاص على الجوعى في رفح.
وقد شوهد بعضهم يحمل أدوات طهي وأغراض شخصية، ما يعكس انفصالًا كاملًا عن المأساة التي يعيشها سكان غزة.
ورغم إعلان المؤسسة أنها وزعت أكثر من 230 ألف طرد غذائي، فإن الحقائق الميدانية تكشف عن استمرار الجوع والموت تحت الرصاص. فوضى في التوزيع، غياب للشفافية، واستمرار لاستخدام القوة، كلها دلائل على فشل مزدوج في التخطيط، وفشل في احترام الحياة الإنسانية.