
في خطوة مثيرة للجدل وسط تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، أبدت شركة طيران الإمارات رغبتها في العودة الفورية لتنظيم رحلات جوية إلى إسرائيل، في وقت تواصل فيه كبرى شركات الطيران العالمية تعليق عملياتها من وإلى مطار بن غوريون بسبب مخاوف أمنية متزايدة بعد الهجمات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران.
وتأتي هذه الخطوة من الشركة الإماراتية على الرغم من أن المجال الجوي الممتد من إيران إلى البحر المتوسط لا يزال شبه خالٍ من الطيران التجاري منذ الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران الجاري.
فقد اضطرت شركات كبرى مثل الخطوط الفرنسية، البريطانية، الكندية، والقطرية إلى إلغاء عشرات الرحلات أو تحويل مساراتها بعيدًا عن المنطقة، في ظل تزايد خطر إسقاط الطائرات أو استهدافها بالخطأ.
الإمارات تتقدّم بينما العالم يتراجع
في حين ما تزال غالبية شركات الطيران الغربية تُجمد رحلاتها إلى تل أبيب لأسباب أمنية، تعكس رغبة طيران الإمارات في استئناف خدماتها إلى إسرائيل مسارًا سياسيًا واقتصاديًا واضحًا، يؤكد على استمرار نهج التطبيع رغم التهديدات الأمنية والمخاوف الإقليمية.
وكانت الإمارات قد علقت رحلاتها إلى تل أبيب مؤقتًا ضمن حزمة قرارات إغلاق المجال الجوي بعد اشتداد القصف في الأيام الماضية، لكنها عادت لتبحث استئناف هذه الرحلات “في أقرب وقت ممكن”، بحسب مصادر في قطاع الطيران المدني.
سلامة الركاب أم المصالح السياسية؟
وتثير هذه الخطوة تساؤلات حادة حول أولويات شركات الطيران في منطقة الخليج، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والتدخلات العسكرية الأميركية في إيران، إلى جانب الضربات الصاروخية المتبادلة مع إسرائيل، مما يجعل الطيران المدني في مرمى الأخطار المحتملة.
وفي المقابل، تشير بيانات تتبع الرحلات الجوية إلى أن طائرات إسرائيلية لا تزال تحاول تسيير رحلات “إنقاذية” من مطار بن غوريون، فيما تحلق طائرات مدنية أخرى في مسارات دائرية فوق شرق المتوسط في انتظار إذن للهبوط.
تمسك إماراتي بخط التطبيع الجوي
ورغم تصاعد الأصوات الرافضة للعلاقات الإماراتية-الإسرائيلية على المستوى الشعبي العربي، يبدو أن أبو ظبي متمسكة بإبقاء نافذة التطبيع مفتوحة، ليس فقط دبلوماسيًا، بل عبر الممرات الجوية.
وكانت شركة “العال” الإسرائيلية قد أكدت أنها تلقت آلاف الطلبات للمغادرة من إسرائيل خلال اليومين الماضيين، في وقت تحاول فيه الإمارات – ومعها بعض شركات المنطقة – ملء الفراغ الجوي، ولو جزئيًا، بالتوازي مع العزوف العالمي عن التحليق فوق إسرائيل ومحيطها.