حمزة بني عيسى.. تغريدة عن غزة كلفته بصره في سجون الأردن

لم يدر ببال الشاب حمزة بني عيسى أن نصرته لأهالي قطاع غزة في وجه الإبادة الإسرائيلية بتغريدة عبر مواقع التواصل سينتهي بها المطاف بأن يفقد بصره نهائيًا تحت التعذيب في سجون النظام الأردني.
إصابة بني عيسى التي حدثت برمضان الماشي أثناء توقيفه في مركز أمني بمدينة إربد الأردنية عقب دعوته لنصرة غزة ما تسبب بانفجار مقلة عينه وانفصال شبكيتها وعدستها، قبل تفاقم بسبب الإهمال الطبي والبيروقراطية بالسجون.
حمزة، لم يُدرج ضده تهمة تنفيذ عمل مسلح أو جريمة جنائية، بل خضع للتحقيق عقب نشره منشورًا يدعو لنصرة أهالي غزة. ورغم خطورة حالته، لا يزال موقوفًا في سجن الزرقاء على ذمة قضيّتين أمام محكمتَي أمن الدولة وجزاء إربد، في وقت أسقط القضاء العسكري محاسبة العناصر الأمنية التي اعتدت عليه، بحجة “عدم كفاية الأدلة”.
من هو حمزة بني عيسى؟
يذكر أن حمزة بني عيسى اعتقل على يد قوة كبيرة من أجهزة الأمن الأردنية، فجر يوم الثلاثاء 25/3/2025، واقتيد من منزله إلى مركز أمن إربد الشرقي.
ووفق والده، محمد بني عيسى، تعرّض حمزة لانتهاكات جسيمة أثناء احتجازه، بينها إجباره على التفتيش العاري، ثم تعنيفه جسديًا عند احتجاجه.
وأوضح أن نجله خضع للتحقيق من جهاز الأمن الأردني على خلفية توزيع منشور يدعو لنصرة الإخوة في غزة.
وتصاعدت وتيرة الانتهاك بنقله إلى نظارة فارغة، وهو صائم، مع تعرّض لضرب شديد من 7 أفراد من ضباط الأمن الوقائي والأمن العام. وفي إحدى الضربات، تلقى صفعة مباشرة على عينه اليسرى تسببت انفجار المقلة، وانفصال القرنية، وفقدان العدسة، وانهمار الدم والدموع من وجهه.
حمزة بني عيسى ويكيبيديا
عائلته تؤكد أنها سُمعت عبارات من عناصر الأمن تشير إلى نيتهم تسجيل القضية تحت تهمة “مقاومة الأمن”.
ورغم مضي أكثر من 12 ساعة على إصابته، لم يُنقل حمزة للنستشفى إلا بعد إلحاح شديد، وخضع لعملية ترميمية في مستشفى الأميرة بسمة.
وأكدت العائلة أن الإهمال الطبي، وتوقيفه المتواصل بقرار من المدعي العام، تسبب بتدهور حالته، إذ انفصلت شبكية العين وتلفت كليًا، مما أفقده البصر فيها
حمزة رغم كل ما تعرض له موقوف في سجن الزرقاء، عقب قضية منظورة أمام محكمة أمن الدولة، التي رفضت الإفراج عنه بكفالة يواجه أيضًا قضية “مقاومة الأمن” أمام محكمة جزاء إربد.
في المقابل، قرر مدعي عام الأمن العام في إربد منع محاكمة العناصر الأمنية المتورطة في الاعتداء، بدعوى “عدم قيام الدليل”.
والد حمزة وصف ما تعرض له بأنه “ظلم وزور فوق الطغيان والفجور ونتيجة مباشرة للإعراض عن الشريعة، ونتاج سياسات القمع تجاه من يرفع راية الجهاد وينادي بنصرة فلسطين.
وطالب محمد بني عيسى بـ”الإفراج الفوري” عن ابنه، وبـ”محاسبة المعتدين عليه”، وبضرورة “منع تكرار هذه الأعمال الإجرامية العدوانية”، داعيًا إلى كشف المسؤولين عن هذه الانتهاكات ومحاسبتهم.