معالجات اخبارية

مقابلة ريم بوقمرة مع مجرم حرب تكشف تحيز قناة العربية

أثار إعلان بث لقاء للصحفية ريم بوقمرة مع آفي ديختر، وزير الزراعة الإسرائيلي والرئيس السابق لجهاز “الشاباك”، موجة جدل كبيرة على المستوى العربي.

واللقاء، المقرر عرضه على قناة “العربية”، جاء في توقيت حساس أثار المخاوف من استغلال إعلامي للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وسط انتقادات لاذعة من الصحفيين والهيئات الإعلامية.

ريم بوقمرة والتطبيع

واعتبرت النقابات أن إجراء هذا اللقاء يمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ المهنة الصحفية، ويخالف المواثيق المهنية الدولية، مشيرة إلى أن فتح المنابر لمسؤولين من حكومة متورطة في جرائم حرب وانتهاكات ضد الإنسانية لا يمكن تبريره بأي مبرر مهني.

ورأت النقابات أن بث اللقاء يشكل خرقًا صارخًا للإجماع العربي الرافض للتطبيع، ويخالف قيم المجتمع والإعلام العربي.

التحذير من تبييض الاحتلال

وأكدت النقابات أن هذا النوع من اللقاءات لا يعد مجرد اختيار تحريري منفصل، بل هو في جوهره قرار سياسي مغلف بطابع إعلامي، يهدف إلى كسر الإجماع الشعبي والمهني العربي تجاه مقاطعة الاحتلال.

وحذرت من أن بث الحوار قد يتحول إلى منصة لتبييض جرائم الاحتلال الإسرائيلي وتضليل الرأي العام.

وشددت النقابات على أن الصحفيين ملزمون أخلاقيًا ومهنيًا بـ”احترام قناعات الشعوب العربية الداعمة للقضية الفلسطينية”، ورفض أي شكل من أشكال التطبيع السياسي أو الإعلامي أو الثقافي مع إسرائيل.

وأكدت أن الالتزام بمبادئ المقاطعة هو واجب أخلاقي وإنساني، وأن تجاوزه لا يمثل مجرد تطبيع مرفوض، بل يشكل تواطؤًا إعلاميًا مع منظومة استعمارية وعنصرية تستهدف حقوق الإنسان والصحفيين المستقلين.

الامتناع عن التطبيع الإعلامي

وأوضحت النقابات أن المهنية الصحفية الحقيقية تعني الانحياز للقضايا العادلة وللضحايا وصوت الشعوب المقهورة، بما في ذلك الشعب الفلسطيني ومقاومته.

واعتبرت فتح المنابر للجلادين، خاصة في لحظة ارتكاب المجازر، تواطؤًا ناعمًا مغلفًا بلغة “الحياد” المزيف، لا يمت إلى أخلاقيات الصحافة بصلة.

وختمت النقابات بيانها بالدعوة إلى الامتناع عن إجراء أي مقابلات أو لقاءات مع ممثلي الاحتلال الإسرائيلي، والانخراط في دعم السردية الفلسطينية بالكلمة والصورة، مع الالتزام بمواثيق الشرف الصحفي الدولية لضمان تغطية مهنية تحمي حقوق الشعوب وتكشف جرائم الاحتلال دون تحيّز.

من هي ريم بوقمرة؟

ريم بوقمرة (مواليد 12 أكتوبر 1984، مدينة سوسة، تونس)، صحفية ومقدمة أخبار تعمل في قناة العربية منذ عدة سنوات.

ودرست القانون والعلوم السياسية في جامعة تونس المنار، وبدأت مسيرتها الإعلامية في قناة 21، ثم عملت في قناة حنبعل وتلفزيون قطر قبل الاستقرار في العربية.

ومنذ بداية الحرب، أظهرت قناة العربية تحيزًا واضحًا لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، حيث قدمت تقارير وتصريحات تميل لصالح الرواية الإسرائيلية، متجاهلة كثيرًا من الحقائق المتعلقة بالمعاناة الفلسطينية.

ويأتي اللقاء المزمع مع آفي ديختر ليعكس هذا الانحياز الإعلامي المستمر ويظهر استغلال المنابر الإعلامية لتبييض جرائم الاحتلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى