معالجات اخبارية

حازم مسمح: سجل إجرامي دموي وموقع متقدم في عصابة ياسر أبو شباب

كشفت مصادر أمنية مطلعة في قطاع غزة عن هوية أحد أخطر العناصر الإجرامية المرتبطة بعصابة الجاسوس ياسر أبو شباب، ويتعلق الأمر بالمدعو حازم مسمح، من سكان مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، والذي يوصف بأنه قاتل مأجور وتاجر مخدرات ومسؤول التسليح في خلية استخباراتية تعمل لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

سجل إجرامي حافل بالعنف والجرائم المنظمة

بحسب الوثائق والشهادات التي حصلت عليها مصادر محلية، يمتلك حازم سعيد صالح مسمح سجلًا جنائيًا واسعًا يشمل جرائم قتل، وتجارة مخدرات، وسرقة، وحيازة أسلحة نارية دون ترخيص، إلى جانب تورطه في عدد من الأعمال المسلحة التي استهدفت مدنيين وعائلات فلسطينية خلال السنوات الماضية.

ويؤكد مطلعون أن مسمح لطالما عُرف في محيطه بعلاقاته المشبوهة وارتباطاته الخطيرة، سواء مع شبكات تهريب المخدرات أو مجموعات مسلحة تعمل خارج نطاق القانون، قبل أن يلتحق لاحقًا بمجموعة ياسر أبو شباب التي يُقال إنها متورطة في تنفيذ أجندات تجسسية لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

جريمة عائلية تهزّ الرأي العام

واحدة من أبشع الجرائم التي نُسبت إلى حازم مسمح وقعت بتاريخ 29 إبريل/نيسان 2024، حين أقدم على إطلاق النار على ابن عمه مباشرة، في واقعةٍ صادمة أثارت استياء واسعًا في دير البلح.

ورغم محاولة إسعاف الضحية، إلا أنه توفي متأثرًا بجراحه بعد شهرين من الحادثة.

هذه الجريمة، التي وصفت بأنها “طعنة في صميم روابط العائلة والمجتمع”، دفعت عائلة مسمح نفسها إلى إعلان البراءة العلنية من تصرفات حازم، والتأكيد على أنه لا يمثل العائلة بأي شكل، بل جلب العار عليها بسلوكه الدموي.

تصعيد في الإجرام: قتل جماعي واستهداف عائلات

لم تتوقف جرائم حازم عند حدود القتل العائلي. فقد تواردت أنباء عن ضلوعه في عملية قتل راح ضحيتها ثلاثة أفراد من عائلة أخرى في خلاف مسلح له صلة بتصفية حسابات، دون أن يتم القبض عليه آنذاك.

تقول مصادر في الشرطة إن التحقيقات التي أجريت عام 2024 خلصت إلى أن مسمح نفذ هذه العملية بالتنسيق مع عناصر أخرى ضمن شبكة أبو شباب، في محاولة لنشر الفوضى وتصفية خصوم التنظيم الإجرامي الذي ينتمي إليه.

مسؤول التسليح في خلية جاسوسية

المعلومات الأمنية تشير أيضًا إلى أن حازم مسمح بات يشغل حاليًا منصبًا حساسًا داخل عصابة الجاسوس ياسر أبو شباب، حيث يُشرف على عمليات نقل وتخزين وتوزيع الأسلحة لعناصر الخلية، سواء للاستخدام في عمليات اغتيال داخلية، أو لخدمة مهام تنفذ بالتنسيق مع جهات خارجية.

وتُضيف المصادر أن حازم استغل خبرته الطويلة في التعامل مع السلاح، وخبرته السابقة في التهريب، ليُسهم في بناء منظومة تسليح ميدانية خاصة بأبو شباب، تشمل تخزين الأسلحة في مواقع مدنية، وتجنيد مراهقين لتوصيل الذخائر.

إدانة شعبية واسعة ومطالبات بتقديمه للعدالة

أثارت جرائم حازم مسمح غضبًا واسعًا في الأوساط المجتمعية، خاصة في دير البلح، حيث اعتبر الأهالي أن “استمراره حرًا طليقًا يشكل خطرًا داهمًا على الأمن العام”.

ووجهت فعاليات أهلية وحقوقية عدة نداءات للجهات المختصة بـاعتقاله فورًا وتقديمه لمحاكمة علنية عادلة تكشف خيوط ارتباطاته وتضع حدًا لأنشطته.

نهاية مؤكدة لشبكة الفوضى

ويرى مراقبون أن سقوط مسمح أو القبض عليه قد يشكّل نقطة انكسار في شبكة ياسر أبو شباب التي طالما اتُّهمت بأنها تنفذ عمليات ترويع وتصفية وأعمال تجسس مدفوعة الأجر في قطاع غزة، مشيرين إلى أن ملاحقة الشخصيات المحورية في الشبكة سيساهم في تفكيكها تدريجيًا، لا سيما مع تنامي حالة الرفض المجتمعي لما تقوم به.

تبقى قضية حازم سعيد صالح مسمح مؤشرًا خطيرًا على التداخل بين الجريمة المنظمة والتجسس والخيانة في مناطق النزاع، مما يتطلب جهودًا مضاعفة من الأجهزة الأمنية والمجتمع المدني للحفاظ على السلم الأهلي ودرء الانزلاق إلى الفوضى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى