
في تطور خطير يكشف حجم التنسيق بين أطراف خارجية لاستهداف البنية الوطنية الفلسطينية، تصاعد في الأسابيع الأخيرة الحضور الإعلامي المفاجئ للمدعو ياسر أبو شباب على منصات التواصل الاجتماعي، مدعومًا بحملة علاقات عامة متقنة تحمل بصمات غرف استخباراتية عربية وإسرائيلية.
ففي حين لا يُعرف عن “أبو شباب” سوى تاريخه الإجرامي في تجارة السلاح والمخدرات وارتباطه بجماعات متطرفة، ظهر فجأة كقائد لما يُسمى بـ”القوات الشعبية”، وهي واجهة لمشروع ميليشيوي مُدار ومنسّق من جهات خارجية.
كشف موقع الإدارة
وفي البداية، أُطلقت صفحة على “فيسبوك” باسم “ياسر أبو شباب”، وُصفت بأنها “الصفحة الرسمية” وتدار من “المكتب الإعلامي”. لكن خاصية الشفافية التي توفرها ميتا كشفت أن الصفحة تُدار من مصر وإسرائيل.
وهذا الكشف يُفند تمامًا سردية “الحراك الشعبي”، ويؤكد وجود شركة علاقات عامة محترفة – يُحتمل أن يكون مقرها في مصر – تدير هذه الحملة الإعلامية، وتُشرف على صياغة خطاب أبو شباب وتوجيه حضوره الإعلامي، خاصةً وأنه لا يجيد القراءة والكتابة، ما يثبت أن صورته الإعلامية مُفبركة بالكامل.
إسرائيل وعصابة أبو شباب
وجاء التصريح الرسمي من داخل الاحتلال نفسه قبل أسبوعين، عندما كشف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال خلاف مع ليبرمان، أن تل أبيب هي من تتولى دعم وتسليح جماعة أبو شباب في جنوب قطاع غزة.
وهذا التصريح يضع كل المزاعم التي يروّج لها أبو شباب تحت التدقيق، ويؤكد أنه أداة أمنية إسرائيلية بواجهة فلسطينية، تهدف إلى تفكيك النسيج الوطني الفلسطيني من الداخل.
إشراف مصري وتمويل إماراتي
وأشارت مصادر مطّلعة إلى أن الجهة التي تتولى صناعة المحتوى وصفحات أبو شباب، ربما تكون شركة علاقات عامة مصرية متخصصة بإدارة الحملات الموجهة، وهي ذات الأساليب التي استخدمت سابقًا في حملات ترويجية لصالح شخصيات مدعومة من الإمارات في دول عربية أخرى.
أما التمويل، فتشير تقارير أمنية إلى دور محوري لأبو ظبي في دعم مشروع “أبو شباب”، سواء عبر المال أو التسليح أو التغطية السياسية من شخصيات فلسطينية مقرّبة من السلطة.
وفي ظل هذه المعطيات، أصدرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، بيانًا رسميًا شديد اللهجة أدانت فيه ياسر أبو شباب وعصابته، معلنة إهدار دمهم ونزع هويتهم الفلسطينية، واعتبرتهم عملاء للاحتلال وخونة يهددون وحدة وأمن الشعب الفلسطيني.
وحذرت المقاومة من التعامل مع “عصابة أبو شباب”، مؤكدة أن من يُدار من الاحتلال ويتلقى سلاحه من تل أبيب لن يكون إلا جزءًا من العدوان، مهما تغيّرت الأسماء أو تغيرت الشعارات.