معالجات اخبارية
أخر الأخبار

بين الهراوات والترحيل.. السلطات المصرية تُجهض قافلة الصمود المؤيدة لغزة

أعلن الناطق باسم “قافلة الصمود”، نبيل الشنوفي، أن عدد المشاركين في القافلة السلمية المتوجهة إلى قطاع غزة قد يتجاوز خمسة آلاف شخص، في ظل تنامي الزخم الشعبي العربي والدولي لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات.

وأكد الشنوفي في تصريحات صحفية، أن هناك مشاورات جارية بين وزارات خارجية الدول المشاركة والحكومة المصرية لتأمين وصول القافلة إلى معبر رفح عبر الأراضي المصرية، مشددًا على أن التحرك يتم بسلمية كاملة ودون أي نوايا عدائية تجاه مصر أو غيرها.

وأضاف: “نحن نثق بأن الشعب المصري، صاحب التاريخ العريق، سيقف إلى جانبنا كما فعلت شعوب عربية أخرى”، موضحًا أن القافلة تحمل رسالة إنسانية عاجلة في ظل ما وصفه بـ”الوضع الكارثي” في غزة من مجاعة ودمار وتهجير وقتل جماعي.

السلطات المصرية تُجهض قافلة الصمود

ورغم الطابع السلمي للقافلة، فقد أفاد مشاركون بأن السلطات المصرية أقدمت على اعتقال عدد من النشطاء فور وصولهم إلى مطار القاهرة، قبل أن يتم ترحيلهم قسريًا إلى خارج البلاد دون إبداء أسباب رسمية.

وأكد الناشط عصام الجشي، أحد المرحّلين، أن الأمن المصري اعتدى عليهم بالضرب والإهانة داخل المطار، مشيرًا إلى أن عدداً قليلاً فقط تمكن من دخول الأراضي المصرية، بينما تم ترحيل العشرات إلى مطار صبيحة في تركيا، معظمهم من القادمين من أوروبا.

وفي السياق ذاته، كشف الناشط بلال ناجح أنه كان من بين مجموعة مكوّنة من ثمانية نشطاء تم ترحيلهم، رغم حملهم جنسيات أوروبية ومغاربية مزدوجة، وبدون إصدار أي وثيقة قانونية تبرر القرار.

دعوات لفتح الطريق أمام القافلة الإنسانية

وأثارت هذه الانتهاكات ردود فعل غاضبة، حيث أطلقت مجموعة من النشطاء في مطار القاهرة هتافات احتجاجية تندد بالإجراءات المصرية، من أبرزها: “يا للعار يا للعار باعوا غزة بالدولار”، في إشارة مباشرة إلى ما وصفوه بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في خنق القطاع.

وفي موقف لافت، دعت المقررة الخاصة في الأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيزي، السلطات المصرية إلى عدم الرضوخ لما أسمته “أوامر مرتكبي الجرائم”، مطالبة بضرورة تسهيل مرور المشاركين في القافلة الذين غادروا أوطانهم لدعم أهل غزة المحاصرين.

 الاحتلال يضغط ومصر تستجيب

وبالتزامن، شنّ وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس هجومًا على قافلة “الصمود”، زاعمًا أنها تشكل خطرًا على “الأنظمة المعتدلة” في المنطقة.

ودعا مصر لاتخاذ ما وصفها بـ”الإجراءات الحاسمة” لمنع وصول المتضامنين إلى غزة، مؤكدًا أنه أعطى تعليماته للجيش الإسرائيلي بمنع دخول المشاركين بأي ثمن.

 استمرار القافلة رغم العراقيل

ومن جانبه، أعلن النائب الأردني عن حزب جبهة العمل الإسلامي، وسام ربيحات، مشاركته في القافلة، وقال: “نحن ذاهبون لنعبر عن تضامننا مع غزة بالأفعال لا بالكلام فقط”، منتقدًا تخلف الأنظمة عن دعم جهود كسر الحصار.

وفي موقف آخر، أعلن المحامي الجزائري عبد الغني بادي أن السلطات المصرية احتجزت ثلاثة محامين جزائريين وصادرت هواتفهم فور وصولهم للمطار، في خطوة وصفها بأنها “قمعية وعدائية” تجاه كل من يحاول الوقوف مع غزة.

ورغم التضييق، لا تزال قافلة “الصمود” تواصل رحلتها من دول المغرب العربي عبر الأراضي الليبية، حيث دخلت يومها الخامس، وتحركت صباحًا من مدينة زليتن نحو مصراتة، وسط تصميم المشاركين على إكمال المسيرة رغم التهديدات والاعتقالات.

وتبقى الأنظار معلقة على معبر رفح الحدودي، حيث تختبر المنطقة معادلة الإرادة الشعبية في مواجهة التحالفات الإقليمية التي تمنع مجرد وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسط حرب إبادة شاملة وانهيار تام للوضع الإنساني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى