القصة في ارقام
أخر الأخبار

تقرير حقوقي: سكان غزة يُحشرون في رقعة لا تتجاوز 15% من القطاع

وسط استمرار العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من 21 شهرًا، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن الفلسطينيين في قطاع غزة لم يعودوا مجرد ضحايا حرب، بل يُعاملون كمحتجزين في معسكر اعتقال جماعي، في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية مأساوية في العصر الحديث.

غزة تتحول إلى سجن جماعي

وأشار المرصد إلى أن ما تبقى من مساحة صالحة للعيش في غزة لا يتجاوز 15% من مجمل القطاع، ما جعل المساحة المتاحة للفرد الفلسطيني تقل عن 24 مترًا مربعًا — أي أقل مما يُمنح لسجناء معتقل غوانتنامو الأمريكي الشهير.

ويعيش السكان في ظروف اكتظاظ غير مسبوقة؛ حيث تصل الكثافة السكانية إلى نحو 40 ألف نسمة/كم²، وفي منطقة المواصي وحدها إلى أكثر من 47 ألف نسمة/كم²، وهي نسبة لم تسجل من قبل في أي منطقة مأهولة على وجه الأرض.

تهجير قسري ممنهج

وأشار المرصد إلى أن جميع الأسر في القطاع تعرضت للنزوح القسري، حيث اضطر معظم السكان إلى التنقل خمس أو ست مرات على الأقل، وبعضهم أكثر من عشر مرات، ضمن سياسة مطاردة جماعية لا هوادة فيها.

وأضاف أن ما يحدث في غزة ليس مجرد نزوح مؤقت، بل سياسة تهجير قسري دائمة، حيث يُمنع السكان من العودة إلى منازلهم أو حتى البقاء بالقرب منها، رغم الدمار الذي لحق بها، في محاولة واضحة لإفراغ الأرض من سكانها الأصليين.

وتشير بيانات المرصد إلى أن إسرائيل دمّرت أكثر من 92% من منازل القطاع، كما ألحقت دمارًا كليًا أو جزئيًا بـ 80% من المدارس و90% من المستشفيات، بينما تعرضت جميع الجامعات تقريبًا للتدمير الكامل.

غزة تحتضر

وفي رسالة نشرتها وكالة الأونروا، قال فيليب لازاريني المفوض العام للوكالة:”غزة تحتضر. يجب وقف إطلاق النار فورًا”.

وأوضح لازاريني أن أكثر من 1500 عامل في القطاع الصحي، إلى جانب أكثر من 600 مدني جائع أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات، قتلوا خلال الأشهر الماضية، مضيفًا:”إنه خيار قاسٍ بين موتين”.

 الكارثة تتسارع والحصار يقتل

ومن جانبها، أكدت الأونروا في منشورات على منصة “إكس” أن الوقت، والطعام، والدواء، وحتى الأماكن الآمنة، جميعها نفدت من غزة.

وأوضحت أن آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات تنتظر الدخول، مشيرة إلى أن هناك مخزونًا غذائيًا قادرًا على تلبية احتياجات سكان غزة بالكامل، لكن إسرائيل تمنع وصوله، في خرق صارخ للقانون الإنساني الدولي.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، إبادة جماعية موثقة ضد الفلسطينيين في غزة، تشمل القتل الجماعي، التجويع، التهجير، التدمير الكامل للمنازل والمؤسسات، وسط تجاهل لأوامر محكمة العدل الدولية والمجتمع الدولي.

وقد خلفت الحرب حتى مطلع يوليو أكثر من 194 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب 11 ألف مفقود، وآلاف الضحايا بسبب الجوع، وسط مجاعة كارثية وموجات نزوح غير مسبوقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى