معالجات اخبارية

الإمارات بين التطبيع والتحريض.. الوجه الحقيقي لدورها في غزة

عاد اسم الإمارات للواجهة في ملف غزة، لكن ليس لدعم الشعب الفلسطيني، بل لتأكيد تواطؤها مع الاحتلال الإسرائيلي، فقد شاركت أبوظبي، عبر طحنون بن زايد، مستشار الأمن الوطني، في جهود تثبيت وقف إطلاق النار، في خطوة جاءت بعد أشهر من الانحياز الكامل لإسرائيل، والتحريض ضد المقاومة، والمساهمة في تجويع غزة.

وهذه المشاركة لم تُخفِ الوجه الحقيقي لأبوظبي، الذي يمثّل استمرار سياسة التواطؤ مع الاحتلال على حساب المدنيين الفلسطينيين.

الإمارات بين التطبيع والتحريض

ومنذ اللحظات الأولى لعملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، سارعت أبوظبي إلى إصدار إدانة للعملية، مقدمة نفسها كصوت عربي يدعم رواية الاحتلال.

وهذا الموقف شكّل بداية لتثبيت السردية الإسرائيلية، وتصوير المقاومة الفلسطينية كـ”إرهاب” في مواجهة دولة تدعي الدفاع عن نفسها.

ولم تقتصر المواقف الإماراتية على الإدانة السياسية، بل واصلت أبوظبي الحملات الإعلامية والدبلوماسية لتشويه صورة المقاومة، ووصف الفصائل الفلسطينية بأنها تنظيمات إرهابية، محاولة نزع الشرعية عنها أمام الرأي العام العربي والدولي.

تجويع غزة

بينما كان المدنيون الفلسطينيون يواجهون المجاعة والمعاناة اليومية تحت الحصار الإسرائيلي، اقتصرت المساعدات الإماراتية على إنزالات جوية محدودة، رافقتها ضجة إعلامية ضخمة لتبييض صورة الاحتلال، في وقت كان الشعب الفلسطيني يعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية.

وساهمت الإمارات في تخفيف آثار أزمة الإمدادات على إسرائيل عبر فتح خطوط إمداد برية، وهو ما مكّن الاحتلال من مواصلة حربه رغم الخسائر الاستراتيجية، كما تم رصد نقل معدات عسكرية من الإمارات لدعم الجيش الإسرائيلي، لتصبح أبوظبي شريكاً عملياً في جهود الاحتلال.

دعم العصابات المسلحة 

وأظهرت تقارير إعلامية وشهادات ميدانية أن الإمارات لعبت دوراً في تسليح وتمويل عصابات مسلحة داخل القطاع، بهدف ضرب النسيج الداخلي الفلسطيني وإضعاف المقاومة من الداخل، في مشروع مشترك يعكس الانتقال من التطبيع السياسي إلى التآمر الأمني المباشر ضد الفلسطينيين.

ولعبت أبوظبي دوراً معرقلاً في منع تبلور موقف عربي أو إسلامي جاد لدعم الشعب الفلسطيني، مما منح الاحتلال مساحة واسعة لمواصلة حربه بلا رادع إقليمي أو عربي، في وقت كان المدنيون يدفعون الثمن بالدم والمعاناة اليومية.

ورغم المجازر اليومية، استمرت الإمارات في تعزيز علاقاتها مع الاحتلال، الذي وصفها بـ”الصديق الحقيقي”، في رسالة واضحة للعالم بأن مصالح أبوظبي مع إسرائيل تتجاوز أي التزامات أخلاقية أو عربية تجاه الفلسطينيين، معبرة عن انفصال كامل بين سياساتها وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى