
أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، بأن أكثر من 130 منظمة إغاثة دولية أصدرت نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي بضرورة إغلاق صندوق غزة “الإنساني” الذي تموله كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأكدت هذه المنظمات في رسالة موجهة إلى الجهات المانحة على مخاوفها الشديدة من أن الصندوق يسهل توزيع المساعدات بطريقة ترتبط بانتهاكات جسيمة لحقوق المدنيين في القطاع.
وقف صندوق المساعدات في غزة
وأشارت المنظمات إلى أن أكثر من 500 فلسطيني قُتلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، مستندة إلى إحصاءات ميدانية وشهادات من داخل غزة.
كما أكد جنود إسرائيليون في شهاداتهم أن إطلاق النار على المدنيين القريبين من مراكز التوزيع هو إجراء روتيني، مما يشكل خرقاً صريحاً لقواعد القانون الدولي الإنساني.
أوضاع مأساوية واستهداف مباشر للمدنيين
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من استمرار مقتل المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على الطعام في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها القطاع المحاصر.
ووصفت الوكالة آلية إدخال المساعدات التي تنفذها إسرائيل والولايات المتحدة بأنها تحولت إلى “حقول موت”، حيث يتعرض السكان الضعفاء للاستهداف المباشر أثناء انتظارهم.
وفي السياق، قال الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، إن ما لا يقل عن 500 شهيد سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية.
وأوضح أن الاحتلال يستخدم المدفعية والرصاص الحي لتفريق المدنيين في نقاط التوزيع، ويقنص من ينجو منهم، مع تسجيل إصابات بتركيز في الرأس والصدر، ما يعتبر “استهدافاً متعمداً يرقى إلى جرائم إبادة جماعية”.
وشدد على أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات كارثية غير مسبوقة منذ بداية الحرب.
استخدام المساعدات كسلاح حرب
وفي ظل الأزمة الغذائية الحادة، حذرت منظمات إنسانية دولية من خطر المجاعة الذي يهدد مئات آلاف الفلسطينيين، خاصة في شمال قطاع غزة، حيث تمنع قوات الاحتلال مرور الإمدادات بشكل منتظم وتعرقل عمليات التوزيع.
وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن إسرائيل تسعى لتعطيل وصول المساعدات الإنسانية وتمنع إدخالها إلى شمال القطاع، متذرعة بادعاءات غير مثبتة بسرقة الفصائل الفلسطينية للمساعدات.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن إسرائيل لا تقدم أي دليل موضوعي على مزاعم سرقة المساعدات، وأن هذه المزاعم تُستخدم لتبرير استمرار الحصار والتجويع كوسيلة للحرب.
ولفت إلى أن أكثر من نصف سكان غزة يعانون من أزمة جوع حادة، مع إدخال أكثر من 5,000 طفل للمستشفيات خلال مايو الماضي بسبب سوء التغذية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وأسفر هذا العدوان عن ارتقاء أكثر من 190 ألف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، وإصابة الآلاف، بالإضافة إلى مفقودين ومئات آلاف النازحين، وسط مجاعة تنهي حياة الكثيرين.