سهم ورادع: أدوات المقاومة الفلسطينية لصد محاولات هندسة الفوضى في غزة
رغم الاستهداف الإسرائيلي الممنهج

في قلب المواجهة القاسية التي يخوضها الفلسطينيون في غزة ضد آلة الاحتلال الإسرائيلي، تبرز أهمية أدوات المقاومة الداخلية التي تعتمد على قوة التنظيم والاستنفار الأمني، لردع محاولات الاحتلال التي تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وتشويه الجبهة الداخلية للمقاومة عبر هندسة الفوضى والفلتان.
بهذا الصدد برزت منظومتا “سهم” و”رادع” كقوتين فاعلتين ومؤثرتين ضمن استراتيجيات المقاومة الفلسطينية، اللتين تعملان بشكل متواصل على حماية الساحة الداخلية لقطاع غزة، وتوفير السند الأمني والاستقرار الضروريين لاستمرار المعركة.
حماية الجبهة الداخلية في ظل حرب متعددة الأبعاد
لا تمثل شراسة القصف والحصار الإسرائيلي بهدف تكريس التجويع وتدمير البنية التحتية في غزة، تحديات ميدانية عسكرية، بل تُخاض أيضًا حرب نفسية واجتماعية تسعى إلى تفكيك المجتمع الفلسطيني عبر بث الفوضى وزرع التوترات الأمنية داخل القطاع.
وهنا تلعب منظومات “سهم” و”رادع” دورًا حيويًا في التصدي لهذه المحاولات من خلال مهام أمنية وعسكرية مركزة.
تُعنى منظومة “سهم” بمتابعة الملف الأمني الداخلي، ومواجهة العصابات المسلحة التي تحاول استغلال الظروف القاسية وتهديد أمن المواطنين والمساعدات الإنسانية، بينما تكمن مهمة “رادع” في تعزيز الردع الأمني الفاعل ضد محاولات العبث بالنظام العام وبث الفوضى في أوساط السكان.
هاتان المنظومتان تعتبران خط الدفاع الأول في حماية الاستقرار الاجتماعي والأمني، إلى جانب دورهما في حراسة المسيرات الشعبية والمناطق التي تتعرض لضغوط الاحتلال المستمرة.
التضحيات في مواجهة الاستهداف الإسرائيلي
تخوض الأجهزة الأمنية في غزة، التي تتبع منظمات المقاومة المختلفة، معركة شاقة لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية المباشرة مع الاحتلال.
فخلال محاولات التصدي لعصابات سرقة المساعدات ونشر الفوضى، تعرضت هذه الأجهزة إلى استهداف إسرائيلي ممنهج سواء عبر الغارات الجوية أو عمليات القصف المباشر التي استهدفت مراكزها ومواقعها، ما أسفر عن استشهاد وجرح عدد من عناصرها.
ويؤكد مراقبون أن هذه التضحيات تعكس حجم التحديات التي تواجهها المقاومة على الجبهة الداخلية، حيث تتحمل الأجهزة الأمنية عبء الحفاظ على النظام وسط ظروف استثنائية، ما يتطلب جهداً مضاعفاً للحفاظ على استقرار القطاع، خاصةً في ظل الحصار الذي يزيد من هشاشة المجتمع الفلسطيني.
كما تؤكد هذه التضحيات على حرص المقاومة على التوازن بين استمرار المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال، وبين ضبط الأمن الداخلي لمنع أي شقاق أو توترات قد يستغلها الاحتلال في ضرب التماسك الفلسطيني.
مواجهة هندسة الفوضى الإسرائيلية
الاحتلال الإسرائيلي لا يقتصر على شن الحروب العسكرية فقط، بل يعمل بشكل متواصل على هندسة الفوضى عبر دعم جماعات غير نظامية، وتغذية الانقسامات المجتمعية، وتمويل شبكات تهدف إلى تفكيك الصف الفلسطيني في غزة.
وقد نجحت المقاومة عبر منظومات “سهم” و”رادع” في تصدي هذه المحاولات، عبر ضبط الأمن وملاحقة الفاعلين الذين يحاولون استغلال الأوضاع المعيشية القاسية لتعكير صفو السلم الأهلي.
تعمل هذه المنظومات على مراقبة تحركات المجموعات التي تستهدف سرقة المساعدات أو زرع الفوضى، وتمنع انتشار شبكات تهريب السلاح والمخدرات التي يحاول الاحتلال اختراقها لتقويض المقاومة.
كما يتم تكثيف الجهود لضبط الأسواق والتصدي لأي محاولات للفساد أو استغلال معاناة الناس، مما يعزز من قدرة المقاومة على الحفاظ على وحدة الصف والمجتمع.
رسائل قوة واستمرارية في وجه القصف والضغط
بالرغم من الضغط العسكري المكثف والاستهداف المباشر، أثبتت منظومات “سهم” و”رادع” مرونة وقدرة على التكيف مع التغيرات الميدانية، متجاوزة العديد من محاولات الاحتلال لإحداث شرخ في الجبهة الداخلية.
فالاستقرار الأمني الذي توفره هذه المنظومات ساعد في تأمين المناطق السكنية وحماية المنشآت الحيوية، إلى جانب توفير مناخ آمن نسبيًا يمكن المقاومة من التركيز على جبهات المواجهة الخارجية.
كما ترسل هذه المنظومات عبر استبسال أفرادهما في مواجهة الفوضى وإعادة النظام رسائل صمود واضحة، تؤكد أن المقاومة الفلسطينية ليست محصورة في المواجهة العسكرية فحسب، بل تمتد لتشمل السيطرة الأمنية داخلية لضمان استمرار المقاومة كمنظومة متكاملة.
أهمية الدعم الشعبي والتلاحم الاجتماعي
تتمتع منظومات “سهم” و”رادع” بدعم شعبي واسع في القطاع، لا سيما وأن دورها الحيوي يتجاوز الجوانب الأمنية العسكرية ليشمل الحفاظ على أمن الغذاء والمساعدات، وضمان وصولها للمحتاجين.
فالشعب الفلسطيني في غزة يعي تمامًا أن هذه الأجهزة تمثل خط الدفاع الأول في وجه محاولات الاحتلال لزرع الفوضى وإحداث انقسام داخلي.
ويشكل هذا التلاحم بين المقاومة والجماهير ركيزة أساسية في ردع الاحتلال، حيث لا يمكن لأي قوة أن تهزم منظومة تحظى بدعم جماهيري حقيقي قادر على الصمود في وجه التحديات المتلاحقة.
وعليه تظل منظومات “سهم” و”رادع” رمزين بارزين في استراتيجية المقاومة الفلسطينية لتعزيز الردع الداخلي وضبط الأمن في غزة رغم كل محاولات الاحتلال الممنهجة لاستهدافها وجر القطاع نحو الفوضى والتجويع.
فقد أثبتت هذه المنظومات قدرتها على المحافظة على تماسك الجبهة الداخلية في ظل ظروف استثنائية، من خلال التصدي الحازم لمحاولات سرقة المساعدات ونشر الفلتان، مع تقديم تضحيات كبيرة على صعيد الكادر الأمني.
واستمرار هذه الجهود يعكس وعي المقاومة بأهمية حماية الداخل الفلسطيني، الذي يشكل القلب النابض للمقاومة وركيزة أساسية في معركة الصمود ضد الاحتلال. وفي الوقت الذي تشتد فيه المواجهة على جبهات القتال الخارجية، تبقى “سهم” و”رادع” دروعًا أمنية لا تقل أهمية في ردع الاحتلال وفرض هيبة المقاومة.