تحليلات واراء

“سكاي نيوز” الممولة إماراتيًا تثير الجدل بترويج أكاذيب عن وحدة المقاومة الفلسطينية

تصاعدت الانتقادات الإعلامية والسياسية ضد قناة سكاي نيوز الممولة من دولة الإمارات بعد حملة تحريضية مفضوحة ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، وترويج القناة لأكاذيب حول ما وصفته بـ”الخلافات والانقسامات” داخل حركة حماس، دون تقديم أي دلائل أو إثباتات على هذه المزاعم.

ويأتي هذا التحريض في توقيت حساس تتصاعد فيه الضغوط الإسرائيلية الرامية إلى نزع سلاح المقاومة الفلسطينية وفرض قيود إضافية على أنشطتها، ما يثير تساؤلات حول الأجندة الحقيقية للقناة ودورها في الترويج للأكاذيب المتعلقة بالداخل الفلسطيني.

وقد ركزت القناة في تغطيتها، على تصوير صراع مزعوم بين تيارين قياديين داخل حركة حماس، بين القيادي البارز في قطاع غزة خليل الحية، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل.

وزعمت سكاي نيوز أن هذا الصراع الداخلي يدور حول موقف قيادة الحركة من تسليم السلاح أو الاحتفاظ به، وأنه يشمل أيضًا خلافات حول إدارة جمع التبرعات المالية وتوجيهها.

إلا أن القناة لم تقدم أي دليل ملموس يدعم هذه المزاعم، ولم تنشر أي وثائق أو تصريحات رسمية تؤكد وجود أي انقسام حقيقي في قيادة حماس.

قناة سكاي نيوز أبوظبي ويكيبيديا

الغريب في هذا التقرير التحريضي أن القناة لم تحاول استضافة أي قيادي أو ناطق رسمي باسم حركة حماس للرد على هذه المزاعم، وهو ما يعد إخلالًا بالمعايير المهنية في التغطية الإعلامية، ويؤكد الطبيعة الترويجية والانتقائية لهذه الأخبار.

فغياب ردود فعل مباشرة من حماس يعني أن المشاهدين يعتمدون بالكامل على رواية القناة، التي يبدو أنها اختارت مسبقًا تمرير الرسائل التي تخدم أجندات خارجية.

بدلًا من ذلك، اكتفت القناة باستضافة العضو في شبكة أفيخاي، المرتزق الإعلامي حمزة المصري، الذي كرر الادعاءات حول خلافات قيادات حماس ومسيرة الحركة دون أن يقدم أي دليل أو توثيق.

وقد استغل المصري المنصة لتوجيه اتهامات مبهمة ومفتعلة، مما عزز من سمعة القناة في نشر الأكاذيب والتحريض على المقاومة الفلسطينية.

ويأتي هذا التحريض في سياق حساس للغاية، إذ تتزامن هذه الحملات الإعلامية مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لمخططات الضغط على المقاومة الفلسطينية، ومحاولاته المستمرة لنزع سلاحها وفرض قيود على قطاع غزة، بما في ذلك مراقبة التمويل والموارد اللوجستية.

وقد أظهرت دراسات متخصصة أن وسائل الإعلام الممولة من جهات خارجية، لا سيما الإمارات، تلعب دورًا مباشرًا في محاولة تهيئة الرأي العام العربي والدولي لقبول الإجراءات الإسرائيلية وتقويض الموقف الفلسطيني المقاوم.

ويعتبر هذا السلوك من سكاي نيوز امتدادًا لما تقوم به عدة منصات إعلامية ممولة إماراتيًا، والتي أصبحت تشكل أداة للتحريض على المقاومة وترويج الأكاذيب عن قياداتها، بهدف تقويض التضامن الفلسطيني الداخلي وترويج سياسات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد مراقبون أن مثل هذه الحملات لا تهدف إلى تغطية الأخبار، بل إلى تشكيل رواية سياسية متجانسة مع أهداف دول التطبيع، خصوصًا الإمارات، والتي تسعى إلى التأثير على المشهد الفلسطيني من خلال أدوات إعلامية وسياسية.

وقد أعرب ناشطون وسياسيون فلسطينيون عن استيائهم من هذا النوع من التحريض، معتبرين أن تصوير حركة حماس على أنها منقسمة داخليًا ومرتبطة بخلافات مالية أو حول السلاح، محاولة لتشويه صورتها لدى الرأي العام الفلسطيني والعربي، وتقديم مبرر لسياسات الاحتلال ضدها.

كما حذروا من خطورة تكرار مثل هذه الأكاذيب على استقرار القطاع، خصوصًا في ظل الظروف الإنسانية الصعبة والحصار المستمر على غزة.

وفي المقابل، تؤكد مصادر فلسطينية مطلعة أن قيادة حماس موحدة في موقفها من قضايا السلاح والمساعدات، وأن أي خلافات داخلية يتم حلها وفق آليات الحركة الداخلية، بعيدًا عن التجاذبات الإعلامية أو الحملات التحريضية الممولة من الخارج.

إلا أن هذه الوقائع لا تجد طريقها إلى التغطية الإعلامية في القنوات الممولة إماراتيًا، التي تفضل نقل روايات مُفتعلة تدعم مصالح الاحتلال والأجندات الخارجية.

في المحصلة، يبدو أن قناة سكاي نيوز الممولة إماراتيًا تتبنى نهجًا ممنهجًا في التحريض على المقاومة الفلسطينية، ونشر الأكاذيب عن قياداتها، في سياق جهد أكبر لتقويض التضامن الداخلي الفلسطيني وإضعاف الموقف المقاوم بهدف أكبر هو دعم سياسات التطبيع والتحالف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية وحقوق شعبها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى