معالجات اخبارية

انتهاكات متصاعدة بغزة تكشف حجم خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار

رغم مرور ثلاثة أسابيع على سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب انتهاكات جسيمة، ميدانية وإنسانية، في تحدٍّ واضح للوسطاء الدوليين الذين رعوا الاتفاق، بينما تلتزم حركة حماس والفصائل الفلسطينية ببنوده بشكل كامل.

خروقات يومية ممنهجة

وتشهد مناطق القطاع سلسلة خروقات إسرائيلية يومية تشمل القتل والتوغلات والحصار الإنساني وعرقلة إعادة الإعمار، في ما يبدو كنهج متعمد لإفشال الاتفاق وإبقاء غزة في حالة إنهاك دائم.

وتتواصل عمليات الاستهداف المباشر للمدنيين، إلى جانب استمرار القيود على دخول المساعدات، وإغلاق معبر رفح، والتحكم في كمية ونوعية الشاحنات الواصلة إلى القطاع.

تصاعد الاستهداف ضد المدنيين

ولم يتوقف القتل اليومي رغم وقف إطلاق النار، إذ ارتقى (250) شهيدًا منذ سريان الاتفاق، يشكل المدنيون منهم (91%)، بينهم (97) طفلًا بنسبة (39%)، و(39) سيدة بنسبة (15.5%)، و(10) من كبار السن بنسبة (4%)، و(80) رجلًا مدنيًا بنسبة (32%).

كما استُهدف (231) من الشهداء داخل الخط الأصفر بنسبة (93%)، و(23) بمحاذاته بنسبة (7%).

وارتفع عدد الجرحى إلى (579) مصابًا، 99% منهم من المدنيين، بينهم (193) طفلًا (33%)، و(131) سيدة (23%)، و(28) من كبار السن (5%)، و(227) رجلًا (39%).

كما اعتقلت قوات الاحتلال (29) فلسطينيًا من البحر والمناطق المحاذية للخط الأصفر، وأفرجت لاحقًا عن خمسة فقط.

تجاوز خط الانسحاب واستمرار التوغلات

وتواصل قوات الاحتلال خروقاتها الميدانية لاتفاق وقف إطلاق النار من خلال توغلات يومية داخل حدود الخط الأصفر في مناطق بيت لاهيا، ومعسكر جباليا، وخانيونس، وحيي الشجاعية والزيتون، إضافة إلى جنوب وشرق رفح.

ورغم سريان الاتفاق، تستمر الآليات الإسرائيلية بإطلاق النار وقذائف المدفعية تجاه المدنيين، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، إلى جانب تدمير منازل ووضع روبوتات متفجرة في المناطق المحاذية للخط الأصفر، ما يهدد حياة السكان ويقوض أي جهود للاستقرار.

ولم يلتزم الاحتلال بخط الانسحاب المتفق عليه في المرحلة الأولى، إذ تجاوز الخط منذ اليوم الأول، عبر السيطرة النارية باستخدام الآليات والطائرات المسيّرة والقذائف المدفعية والرافعات للرصد. وامتدت التجاوزات لمساحات تتراوح بين (600) و(1500) متر داخل المناطق الصفراء، على طول شريط يتجاوز (35 كم) شمالًا وشرقًا وجنوبًا.

كما شرعت قوات الاحتلال خلال الأسبوعين الماضيين بوضع مكعبات إسمنتية خارج الخط الأصفر، بمسافات تتراوح بين (400) و(1050) مترًا داخل هذه المناطق.

قيود خانقة على المساعدات

وتفرض سلطات الاحتلال قيودًا صارمة على دخول المساعدات الإنسانية والوقود إلى قطاع غزة، في خرق واضح لبنود الاتفاق.

ففي الوقت الذي نص فيه الاتفاق على إدخال (50) شاحنة وقود يوميًا، لم يُدخل الاحتلال سوى (99) شاحنة خلال (21) يومًا، بينها (26) شاحنة غاز و(73) بترول، أي ما يعادل (9.4%) فقط من الكمية المتفق عليها.

أما المساعدات الإنسانية فقد تراجعت بشكل حاد، إذ لم تتجاوز (28%) من متوسط (583) شاحنة يوميًا، بينما كانت النسبة المتبقية (72%) شاحنات تجارية لا تلبي الاحتياجات الأساسية للسكان، في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وانعدام السيولة النقدية.

ويستمر منع دخول أصناف البروتين الحيواني مثل اللحوم المجمدة والبيض والمواشي الحية، إلى جانب استمرار إغلاق معبر زكيم لليوم الحادي والعشرين على التوالي، ما يعيق وصول المساعدات القادمة عبر الأردن.

ملف الأسرى والمفقودين

ولم يقدم الاحتلال حتى الآن كشفًا نهائيًا بأسماء الأسرى الفلسطينيين كما نص الاتفاق، إذ تبين أن الكشف الذي سُلّم غير مكتمل ويخلو من (163) أسيرًا أُقِرَّ بوجودهم في كشوف سابقة، كما تضمن أسماء مفرج عنهم، بينما لا يزال مصير مئات المفقودين مجهولًا، بحسب مصادر محلية.

ويمنع الاحتلال ذوي الأسرى المبعدين المفرج عنهم من مغادرة الضفة الغربية للقاء ذويهم، ويواصل اعتقال الأسيرة تسنيم مروان الهمص وعدد من النساء والأطفال من غزة والضفة الغربية.

وفي المقابل، تلتزم الفصائل الفلسطينية في غزة بتنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل، فيما يواصل الاحتلال تصعيد خروقاته اليومية ميدانيًا وإنسانيًا، في مؤشر واضح على مساعٍ لإبقاء الوضع الإنساني في القطاع في حالة تدهور ممنهج وتقويض فرص الاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى