شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا خلال الأيام الماضية موجة من الاحتجاجات الشعبية ضد تمثيل السلطة الفلسطينية لهم، في ظل ما وصفه المحتجون بتهميش السلطة لمعاناتهم على مدار سنوات الحرب السورية.
الغضب الشعبي
ويرى عدد من النشطاء والمحللين أن الاحتجاجات جاءت نتيجة سياسات السلطة الفلسطينية التي اعتبروها منحازة وغير مبالية بمعاناة اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد المحتجون أن هذه السياسات برزت بوضوح في الحصار الذي فرضته السلطة على مخيم جنين بالضفة الغربية، فضلاً عن انحيازها للنظام السوري خلال الثورة السورية.
فلسطينيو سوريا
وأوضح الكاتب والصحفي الفلسطيني، ماهر حجازي، أن تعامل السلطة الفلسطينية مع ملف فلسطينيي سوريا كان مرتبطًا بمصالحها السياسية.
وأشار إلى أن السلطة تنازلت عن حقوق اللاجئين لصالح النظام السوري مقابل استعادة ممتلكاتها التي كانت تحت سيطرة النظام.
وأضاف حجازي أن زيارة محمود عباس إلى دمشق خلال الثورة السورية عززت من هذا الانحياز، ما أدى إلى رفض فلسطينيي سوريا تمثيل السلطة لهم.
السلطة همّشت منظمة التحرير
من جهته، أكد الكاتب والباحث الفلسطيني، ماهر جاويش، أن السلطة الفلسطينية استغلت منظمة التحرير لتحقيق مصالحها الشخصية، ما أثار غضب فلسطينيي سوريا.
وأشار جاويش إلى أن تحركات سفارة السلطة في دمشق تهدف لتقديم نفسها كمرجعية للفلسطينيين أمام الحكومة السورية الجديدة، وهو أمر قوبل برفض شعبي واسع.
وفي السياق، وصف الناشط السياسي الفلسطيني، معاذ السعدي، السلطة الفلسطينية بأنها “مختطفة لمنظمة التحرير”، منتقدًا دورها في التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وتجاهلها معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وأضاف السعدي أن سفارة السلطة لم تقدم أي دعم حقيقي لفلسطينيي سوريا خلال الحرب، مشيرًا إلى أن زيارات وفود السلطة إلى دمشق تهدف إلى تحقيق مصالح شخصية ونقل معلومات لإسرائيل.
مطالب فلسطينيي سوريا
وطالب المحتجون وممثلوهم بتشكيل مرجعية فلسطينية مستقلة تمثل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بعيدًا عن السلطة الفلسطينية.
وأكدوا على ضرورة إعادة إعمار المخيمات التي دُمرت خلال الحرب السورية.
بالإضافة إلى متابعة ملفات المعتقلين والمفقودين في سجون النظام السوري، وتعزيز حقوق اللاجئين الفلسطينيين التاريخية في سوريا، وتفعيل دور وكالة الأونروا لتحسين الخدمات المقدمة للاجئين.
المقاومة الفلسطينية
وشدد السعدي وعدد من الناشطين على أن المقاومة الفلسطينية هي الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني.
ودعوا إلى تشكيل إطار تمثيلي جديد يضم الفصائل الفلسطينية المقاومة ويعمل على توحيد الجهود لتحقيق مطالب اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.
وذكرت مصادر أن وفدًا من السلطة الفلسطينية سيزور دمشق قريبًا للقاء قيادة الإدارة السورية الجديدة، ويضم الوفد شخصيات بارزة مثل محمد مصطفى، أحمد مجدلاني، محمود الهباش، وياسر عباس.