42 عاجل في ساعة واحدة تفضح تبني قناة العربية للرواية الإسرائيلية

سارعت قناة العربية إلى نقل الرواية الإسرائيلية وتكرار مزاعمها في عواجلها خلال تغطيتها للهجوم على قطر، في الوقت الذي همّشت فيه بشكل ملحوظ المصادر الفلسطينية والقطرية.
وهذا النهج لم يكن مفاجئًا، إذ يعكس مسار القناة منذ بداية الحرب على غزة، حيث دأبت على الترويج لسردية الاحتلال وتبنّي رواياته الإعلامية على حساب المصادر الفلسطينية.
عواجل العربية وسردية الاحتلال
وفي تحقيق أجراه مركز “إيكاد” جرى رصد تغطية حساب “عاجل العربية” للهجوم من خلال تحليل المنشورات وقراءة مضامينها، حيث تبيّن أن الحساب نشر ما بين الساعة 3:54 و4:35 مساءً نحو 42 تغريدة.
ومن بين هذه التغريدات كانت 19 منسوبة إلى مصادر إسرائيلية، و5 فقط إلى مصادر قطرية، فيما ظهرت 7 تغريدات نُسبت إلى مصادر خاصة بالقناة، وتغريدة وحيدة منسوبة لمصدر في حركة حماس، وبعض هذه المنشورات كانت مجرد تكرار لعواجل سابقة أو مقاطع مصوّرة للقصف.
قناة العربية وتغطية حدث قطر
وبدأت التغطية عند الساعة 3:54 بنشر ثلاثة عواجل نقلًا عن “رويترز” أشارت إلى تصاعد الدخان وسماع دوي انفجارات في الدوحة.
أما العاجل الرابع فجاء نقلًا عن مسؤول إسرائيلي ذكر أن الاستهداف كان عملية اغتيال استهدفت قادة من حركة حماس، وبعد مرور خمس عشرة دقيقة فقط، عند الساعة 4:06 مساءً، بدأ الحساب بنقل الرواية الإسرائيلية مباشرة، إذ نشر خبرين متزامنين؛ الأول عن إذاعة الجيش الإسرائيلي، والثاني مقطع فيديو مصحوب بتصريحات لمسؤول إسرائيلي لم يُذكر اسمه، تبعه عاجل جديد في 4:07 عن الإعلام الإسرائيلي يفيد بأن الضربة استهدفت قادة الحركة.
وفي الساعة 4:09 بدأت القناة باستخدام ما أسمته “مصادر خاصة” لتقول إن الضربة أصابت الوفد المفاوض لحماس، قبل أن تعود بعد دقيقة واحدة لنقل خبر جديد من الإعلام الإسرائيلي عن مقتل خليل الحية.
ومع إعلان جيش الاحتلال تبني الهجوم عند الساعة 4:11، كان حساب العربية من أوائل من نشر الخبر، ثم توالت العواجل التي بدا بعضها تكرارًا وأخرى حملت مضمونًا متماهيًا مع السردية الإسرائيلية.
فعلى سبيل المثال، أعادت القناة عند 4:15 تصدير خبر مقتل الحية الذي كانت قد نشرته قبل دقائق، لكنها نسبته هذه المرة إلى مصادرها الخاصة.
تهميش الرواية الفلسطينية
ولم يظهر أول خبر عاجل عن مصدر من حركة حماس إلا في الساعة 4:20، أي بعد قرابة نصف ساعة من القصف، واقتصر على القول إن الاستهداف طال الوفد المفاوض في قطر، دون أي تفاصيل إضافية.
وفي ذات الوقت واصلت القناة نقل أخبار عن مسؤولين إسرائيليين تحدثوا عن استهداف خليل الحية وزاهر جبارين، ونشرت عدة عواجل حول الموضوع ذاته.
وفي الساعة 4:30 نشر الحساب خبرًا عاجلًا عن وسائل إعلام قطرية تحدثت عن نجاة وفد حماس من الضربة، ولكن بعد خمس دقائق فقط عاد الحساب ليؤكد، نقلًا عن مصادره الخاصة، اغتيال كل من خليل الحية وزاهر جبارين وخالد مشعل ونزار عوض الله، وهي الرواية ذاتها التي رددها الإعلام الإسرائيلي.
والتحليل الذي أجراه مركز “إيكاد” خلص إلى أن تغطية قناة العربية أظهرت تماهيًا واضحًا مع الرواية الإسرائيلية، من خلال اعتمادها المكثف على الإعلام العبري لتوصيف الحدث، وانتقالها السريع من الحديث عن “قصف” إلى الحديث عن “اغتيال” قادة حماس دون انتظار أي تأكيد مستقل.
بالإضافة إلى توسيع قائمة المستهدفين تبعًا لما نشرته المصادر الإسرائيلية، كما أن “مصادر العربية الخاصة” لم تقدّم جديدًا، بل كررت في معظمها ما جاء في وسائل إعلام الاحتلال، فيما جاءت المصادر القطرية والفلسطينية هامشية وبحضور ضعيف للغاية، ما عكس انحيازًا واضحًا في التغطية الإعلامية.