هجوم نزال على الجزيرة يثير غضبًا واسعًا ويكشف خطابه ضد غزة

أثار المتحدث باسم حركة “فتح” في أوروبا، جمال نزال، جدلًا واسعًا بعد تصريحات هاجم فيها قناة الجزيرة، واتهمها باعتماد ما وصفه بـ”لغة حماس” في تغطيتها للأحداث في غزة، مستخدمًا خطابًا تحريضيًا ضد مؤسسات القطاع.
وقال نزال في منشور له:”الإعلام الحكومي في غزة.. حكومة مين؟ من هي هذه الحكومة التي يتحدث باسمها ما يسمى مكتب الإعلام الحكومي؟ من هم وزراء ومسؤولو هذه الحكومة؟ هل يستطيع مواطن الاتصال بهم أو معرفة أسمائهم أو طلب خدمة من أحدهم؟ لماذا تصر الجزيرة وحماس وإسرائيل على اعتبار أن هناك حكومة في غزة تعفي الاحتلال من مسؤولية أن يكون هو السلطة القائمة بالاحتلال؟”
وأضاف بعبارات مثيرة للجدل:”وأين الذين يقولون لا نريد الاستمرار بالحكم في غزة؟ تعبير معيب ومرفوض، وهي تقصد إعلام حماس. علمنا أنها تترزق مما يسمى ضرائب، وأكيد نريد أن تأتي حكومة معينة وممولة من رام الله لتواصل حماس جمع الضرائب كما حصل في حكومة الوفاق.”

هجوم نزال على الجزيرة
واعتُبر كلام نزال هجومًا مباشرًا على قناة الجزيرة، ومحاولة لتشويه عملها في تغطية الحرب على غزة، رغم أن القناة كانت منذ اليوم الأول للعدوان في قلب الميدان، تنقل بالصوت والصورة مشاهد القصف والدمار وتوثّق الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين.
وجاءت تصريحاته بلغة تتماهى مع خطاب الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى نفي وجود مؤسسات فلسطينية في غزة وتحميل الفلسطينيين أنفسهم مسؤولية ما يتعرضون له، وهو طرح يُسهم في تبرئة الاحتلال من واجباته كقوة قائمة بالاحتلال.
واللافت أن نزال اختار مهاجمة وسيلة إعلام عربية بدلاً من توجيه أي نقد للاحتلال أو لسياسات السلطة تجاه القطاع، ما يعكس نهجًا متكررًا لدى بعض الأصوات الرسمية في تحويل النقاش من جرائم الحرب إلى خلافات داخلية، في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني تحت القصف والحصار والدمار.
وتأتي هذه التصريحات في مرحلة تتطلب وحدة الموقف الفلسطيني والإعلامي لمواجهة العدوان المستمر، إلا أن الخطاب الصادر عن نزال يعيد إنتاج الانقسام، ويقدّم خدمة مجانية لرواية الاحتلال التي تحاول إضعاف صمود غزة وتشويه صورتها أمام العالم.





